&&&& منتدي البرمبل &&&&
بسم الله الرحمن الرحيم
اهلا ومرحبا بكم في منتدي البرمبل
هذه الرساله تدل علي انك لست عضوا في هذا المنتدي اذا كنت ترغب في التسجيل اضغط علي زر التسجيل
&&&& منتدي البرمبل &&&&
بسم الله الرحمن الرحيم
اهلا ومرحبا بكم في منتدي البرمبل
هذه الرساله تدل علي انك لست عضوا في هذا المنتدي اذا كنت ترغب في التسجيل اضغط علي زر التسجيل
&&&& منتدي البرمبل &&&&
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

&&&& منتدي البرمبل &&&&

منتدي البرمبل الي كل اهالي البرمبل يهتم بالقريه ويعرض اهم المشكلات وكل مايدور في القريه واخبارها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائه مره حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)

 

 (( التواضع ))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اشرف يسري محمد
Admin
اشرف يسري محمد


عدد المساهمات : 188
تاريخ التسجيل : 19/01/2010
العمر : 31
الموقع : www.brompel.1talk.net

(( التواضع )) Empty
مُساهمةموضوع: (( التواضع ))   (( التواضع )) Emptyالثلاثاء أغسطس 09, 2011 12:56 pm

ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺿﻴﻔًﺎ ﻧﺰﻝ ﻳﻮﻣًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ
ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺟﻠﻮﺳﻬﻤﺎ
ﺍﻧﻄﻔﺄ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ
ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﺄﺻﻠﺤﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻀﻴﻒ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻟِﻢَ ﻟَﻢْ ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ ﺑﺬﻟﻚ، ﺃﻭ ﺩﻋﻮﺕ
ﻣﻦ ﻳﺼﻠﺤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻟﻪ:
ﻗﻤﺖُ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻤﺮ، ﻭﺭﺟﻌﺖُ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻣﺎ
ﻧﻘﺺ ﻣﻨﻲ ﺷﻲﺀ، ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌًﺎ.
*ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ- ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻠﺐ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﻓﺘﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻗﺎﻟﺖ
ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ: ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻵﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ، ﻭﻟﻦ
ﻳﺤﻠﺐ ﻟﻨﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ
ﻟﻬﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ
-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﺥ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﻋﺠﻮﺯ ﻓﻘﻴﺮﺓ، ﻓﻴﻜﻨﺲ ﻟﻬﺎ ﻛﻮﺧﻬﺎ،
ﻭﻳﻨﻈﻔﻪ، ﻭﻳﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ، ﻭﻳﻘﻀﻲ
ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ.
ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺝ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻳﻮﺩﻉ ﺟﻴﺶ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ
ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻭﻛﺎﻥ
ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺭﺍﻛﺒًﺎ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﻤﺸﻲ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺳﺎﻣﺔ: ﻳﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻟَﺘَﺮْﻛَﺒَﻦَّ ﺃﻭ ﻷﻧﺰﻟﻦَّ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ
ﺃﺭﻛﺒﻦ ﻭﻻ ﺗﻨﺰﻟﻦ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃُﻏَﺒِّﺮَ ﻗﺪﻣﻲ
ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ.
*ﻭﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻋﻠﻰ
ﻇﻬﺮﻩ، ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﺗﺠﺪ
ﻃﻌﺎﻣًﺎ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ، ﻭﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ،
ﻭﻇﻞ ﻳﻨﻔﺦ ﺣﺘﻰ ﻧﻀﺞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﻟﻢ
ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺷﺒﻌﻮﺍ.
*ﻭﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺟﺎﺀ
ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻛﺴﺮﻯ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﺄﻝ
ﻋﻦ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ
ﻗﺼﺮ ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﺧﺮﺝ
ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻴﺮﺷﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ.
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﻳﺒﺤﺜﺎﻥ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺿﻮﺍﺣﻲ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺟﺪﺍ ﺭﺟﻼ ﻧﺎﺋﻤًﺎ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﻛﺴﺮﻯ: ﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ. ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ
ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺍﻟﺮﻭﻡ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺣﻜﻤﺖَ ﻓﻌﺪﻟﺖَ ﻓﺄﻣﻨﺖَ ﻓﻨﻤﺖَ ﻳﺎ
ﻋﻤﺮ.
*ﺟﻠﺴﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺗﺘﻔﺎﺧﺮ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭ
ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ، ﻓﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﺎ
ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺃﻭ ﺣﺴﺐ ﺃﻭ ﻧﺴﺐ ﺃﻭ
ﺟﺎﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺳﻠﻤﺎﻥ: ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺄﻭَّﻟﻲ
ﻧﻄﻔﺔ ﻗﺬﺭﺓ، ﺛﻢ ﺃﺻﻴﺮ ﺟﻴﻔﺔ ﻣﻨﺘَﻨﺔ، ﺛﻢ
ﺁﺗﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ، ﻓﺈﻥ ﺛَﻘُﻞ ﻓﺄﻧﺎ ﻛﺮﻳﻢ، ﻭﺇﻥ
ﺧَﻒَّ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺌﻴﻢ.
*ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ؟
ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ
ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ
ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺃﻭ
ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﻨﻪ. ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ
-ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺿﻊ، ﻓﻘﺎﻝ} :ﻭﺍﺧﻔﺾ
ﺟﻨﺎﺣﻚ ﻟﻤﻦ ﺍﺗﺒﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ{
]ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ،[215 : ﺃﻱ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻟﻠﻨﺎﺱ
ﺟﻤﻴﻌًﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ
ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻋﻠﻮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﻻ ﻓﺴﺎﺩًﺍ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ] {ﺍﻟﻘﺼﺺ:
.[83
ﻭﺳﺌﻞ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ،
ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻥ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﺗﻨﻘﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻮ
ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺻﺒﻲ ﻗﺒﻠﺘَﻪ، ﻭﻟﻮ ﺳﻤﻌﺘَﻪ ﻣﻦ
ﺃﺟﻬﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺒﻠﺘﻪ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ -
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:- ﻻ ﻳﺤْﻘِﺮَﻥَّ ﺃﺣﺪٌ ﺃﺣﺪًﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﺻﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺒﻴﺮ.
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ: ﺗﺎﺝ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ.
ﺗﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﻧﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪًﺍ ﺭﺳﻮﻻ، ﺃﻭ ﻣﻠﻜًﺎ
ﺭﺳﻮﻻ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪًﺍ ﺭﺳﻮﻻ؛ ﺗﻮﺍﺿﻌًﺎ
ﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.-
ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﺗﻮﺍﺿﻌﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮﺓ،
ﻣﻨﻬﺎ:
ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ-
ﺳُﺌِﻠَﺖْ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺼﻨﻊ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺃﻫﻠﻪ )ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ،(
ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ.
]ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻠﺐ ﺍﻟﺸﺎﺓ، ﻭﻳﺨﻴﻂ ﺍﻟﻨﻌﻞ، ﻭﻳُﺮَﻗِّﻊ
ﺍﻟﺜﻮﺏ، ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﻊ ﺧﺎﺩﻣﻪ، ﻭﻳﺸﺘﺮﻱ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻳﺤﻤﻠﻪ
ﺑﻴﺪﻳﻪ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻭﻳﺼﺎﻓﺤﻪ،
ﻭﻻ ﻳﻔﺮﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﻦ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺒﻴﺮ ﺃﻭ
ﺃﺳﻮﺩ ﻭﺃﺣﻤﺮ ﺃﻭ ﺣﺮ ﻭﻋﺒﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ،
ﺑﻞ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻗﻞ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﻛﺜﺮ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻣﻜﺔ، ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺧﺎﻓﻀًﺎ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﻮﺍﺿﻌًﺎ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺭﺃﺳﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻤﺲ ﻇﻬﺮ ﻧﺎﻗﺘﻪ. ﺛﻢ ﻋﻔﺎ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ
ﻭﺳﺎﻣﺤﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ) :ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﻓﺄﻧﺘﻢ
ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺀ] (ﺳﻴﺮﺓ ﺍﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ.[
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ:
ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻊ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻣﻊ
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ؛ ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻊ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﺩﻳﻨﻪ، ﻭﻳﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ،
ﻭﻻ ﻳﺠﺎﺩﻝ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﺮﺃﻳﻪ ﺃﻭ ﻫﻮﺍﻩ، ﻭﻳﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺴﻨﺘﻪ
ﻭﻫﺪﻳﻪ، ﻓﻴﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺃﺩﺏ ﻭﻃﺎﻋﺔ،
ﻭﺩﻭﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻷﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ.
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﺄﻻ ﻳﺘﻜﺒﺮ
ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ، ﻭﻳﺆﺩﻳﻬﺎ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭﺟﺘﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﺑﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭﻩ.
ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ:
ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﺻﻔﺔ ﻣﺤﻤﻮﺩﺓ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳﻨﺸﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ
ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻭﻳﻤﺤﻮ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺒﻐﺾ
ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ
ﻛﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ -
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ.-
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﺎ
ﻧﻘﺼﺖ ﺻﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪًﺍ
ﺑﻌﻔﻮ ﺇﻻ ﻋﺰًّﺍ، ﻭﻣﺎ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﺃﺣﺪ ﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺭﻓﻌﻪ
ﺍﻟﻠﻪ] (ﻣﺴﻠﻢ،[ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣَﻦْ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻟﻠﻪ ﺭﻓﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ] (ﺃﺑﻮ
ﻧﻌﻴﻢ.[ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
)ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺿﻌﻮﺍ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻔﺨﺮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻭﻻ ﻳﺒﻐﻲ
ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﺇﺫﺍ ﺷــِﺌْﺖَ ﺃﻥ ﺗَـﺰْﺩَﺍﺩَ ﻗَـﺪْﺭًﺍ ﻭﺭِﻓْـــﻌَــﺔً
ﻓَﻠِﻦْ ﻭﺗﻮﺍﺿﻊْ ﻭﺍﺗْﺮُﻙِ ﺍﻟْﻜِﺒْـﺮَ ﻭﺍﻟْﻌُﺠْـــﺒَﺎ
ﺍﻟﺘﻜﺒﺮ:
ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﺃﺑﺪًﺍ؛ ﻷﻥ
ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ:
)ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:- ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺭﺩﺍﺋﻲ،
ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﺇﺯﺍﺭﻱ، ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺯﻋﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪًﺍ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻗﺬﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ] (ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ
ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻏﻴﺮﻩ؛ ﻣﻤﺎ
ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻪ ﻭﻳﺒﻐﻀﻮﻧﻪ
ﻭﻳﻨﺼﺮﻓﻮﻥ ﻋﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻳﻜﺴﺐ
ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺫﺍﺋﻞ، ﻓﻼ ﻳُﺼْﻐِﻲ
ﻟﻨﺼﺢ، ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺭﺃﻳﺎ، ﻭﻳﺼﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻨﺒﻮﺫﻳﻦ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ} :-ﻭﻻ ﺗﺼﻌﺮ ﺧﺪﻙ ﻟﻠﻨﺎﺱ
ﻭﻻ ﺗﻤﺶ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﺣًﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ
ﻳﺤﺐ ﻛﻞ ﻣﺨﺘﺎﻝ ﻓﺨﻮﺭ] {ﻟﻘﻤﺎﻥ،[18 :
ﻭﺗﻮﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ،
ﻓﻘﺎﻝ} :ﺳﺄﺻﺮﻑ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺗﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ{
]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ،[146 : ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻛﺬﻟﻚ
ﻳﻄﺒﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﻠﺐ ﻣﺘﻜﺒﺮ ﺟﺒﺎﺭ{
]ﻏﺎﻓﺮ.[35 :
ﻭﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻳﺒﻐﺾ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮﻳﻦ ﻭﻻ
ﻳﺤﺒﻬﻢ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺜﻮﺍﻫﻢ ﻭﺟﺰﺍﺀﻫﻢ،
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺒﺮﻳﻦ] {ﺍﻟﻨﺤﻞ،[23 : ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺜﻮﻯ
ﻟﻠﻤﺘﻜﺒﺮﻳﻦ] {ﺍﻟﺰﻣﺮ.[60 :
ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﺒﺮ:
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﺑﻌﻠﻤﻪ، ﻭﻳﺤﺘﻘﺮ
ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻳﻐﻀﺐ ﺇﺫﺍ ﺭﺩﻩ ﺃﺣﺪ ﺃﻭ ﻧﺼﺤﻪ،
ﻓﻴﻬﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻋﻠﻤﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﺑﺤﺴﺒﻪ ﻭﻧﺴﺒﻪ، ﻓﻴﻔﺘﺨﺮ
ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻩ، ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌًﺎ
ﺃﻗﻞ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﻨﻪ؛ ﻓﻴﻜﺘﺴﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺬﻝ
ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﺎﻩ
ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻴﻌﺠﺐ ﺑﻘﻮﺗﻪ، ﻭﻳﻐﺘﺮ ﺑﻬﺎ،
ﻭﻳﻌﺘﺪﻱ ﻭﻳﻈﻠﻢ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻫﻼﻛﻪ
ﻭﻭﺑﺎﻟﻪ.
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎﻟﻪ، ﻓﻴﺒﺬِّﺭ
ﻭﻳﺴﺮﻑ ﻭﻳﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛ ﻓﻴﻜﺘﺴﺐ
ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻹﺛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻣﺎﻟﻪ.
ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮ:
ﺣﺬَّﺭﻧﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﺒﺮ، ﻭﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧُﺤْﺮَﻡَ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻘﺎﻝ) :ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ
ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﺒﺮ(
]ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[ ﻭﻗﺪ ﺧﺴﻒ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺮﺟﻞ ﻟﺘﻜﺒﺮﻩ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺟﻞ
ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺣُﻠَّﺔ )ﺛﻮﺏ( ﺗﻌﺠﺒﻪ ﻧﻔﺴﻪ،
ﻣُﺮَﺟِّﻞ ﺟُﻤَّﺘَﻪ )ﺻﻔﻒ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺩﻫﻨﻪ،(
ﺇﺫ ﺧﺴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ، ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺠﻠﺠﻞ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻳُﺤْﺸَﺮُ
ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻳـﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻣﺜـﺎﻝ ﺍﻟﺬَّﺭِّ
)ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ( ﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ،
ﻳﻐﺸﺎﻫﻢ ﺍﻟﺬﻝ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻓﻴﺴﺎﻗﻮﻥ
ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻳﺴﻤﻰ ﺑُﻮﻟُﺲ،
ﺗﻌﻠﻮﻫﻢ ﻧﺎﺭ ﺍﻷﻧﻴﺎﺭ، ﻳُﺴﻘَﻮﻥ ﻋﺼﺎﺭﺓ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻃِﻴﻨَﺔَ ﺍﻟﺨﺒﺎﻝ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ،[ ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ) :ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻭﺿﻌﻪ(
]ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﻓﻠﻴﺤﺮﺹ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌًﺎ ﻓﻲ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻬﻤﺎ
ﺑﻠـﻎ ﻣﻨـﺼﺒﻪ ﺃﻭ ﻣﺎﻟـﻪ ﺃﻭ ﺟﺎﻫﻪ؛ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺮ ﻣﻦ
ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﺗَﻮَﺍﺿَﻊْ ﺗَﻜُﻦْ ﻛﺎﻟﻨَّﺠْﻢِ ﻻﺡ ﻟِﻨَﺎﻇـِـــﺮِ
ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤـﺎﺕ ﺍﻟﻤــﺎﺀ ﻭَﻫْﻮَ ﺭَﻓِﻴــﻊُ
ﻭﻻ ﺗَﻚُ ﻛﺎﻟﺪُّﺧَﺎﻥِ ﻳَﻌْﻠُـــﻮ ﺑَﻨَﻔْﺴـِـــﻪِ
ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘــﺎﺕ ﺍﻟﺠـﻮِّ ﻭَﻫْﻮَ ﻭَﺿِﻴــﻊُ.
1
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://brompel.1talk.net
 
(( التواضع ))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
&&&& منتدي البرمبل &&&& :: الفئة الأولى :: المنتدي الاسلامي :: اخلاق المسلم-
انتقل الى: