ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻜﺮﻡ
ﺑﻌﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ
ﻋﺎﺋﺸﺔ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ- ﺑﻤﺎﻝ ﻗﺪﺭﻩ ﻣﺎﺋﺔ
ﻭﺛﻤﺎﻧﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ، ﻓﺄﺧﺬﺕ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﺎ- ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺗﻮﺯﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺪﻗﺖ ﺑﻪ ﻛﻠﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﺋﻤﺔ،
ﻓﺄﻣﺮﺕ ﺟﺎﺭﻳﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻟﺘﻔﻄﺮ، ﻓﺄﺣﻀﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﺧﺒﺰًﺍ ﻭﺯﻳﺘًﺎ،
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ: ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖِ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺴﻤﺖِ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﻟﻨﺎ ﻟﺤﻤًﺎ ﺑﺪﺭﻫﻢ؛ ﻟﻨﻔﻄﺮ
ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺼﺪﻗﺖْ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ،
ﻭﻧﺴﻴﺖْ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻲ ﺩﺭﻫﻤًﺎ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺑﻪ
ﻃﻌﺎﻣًﺎ ﻹﻓﻄﺎﺭﻫﺎ.
***
ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ، ﺃﺣﻀﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ -ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻣﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺑﻘﻴﺖَ ﻷﻫﻠﻚ ﻳﺎ
ﻋﻤﺮ؟،( ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﺑﻘﻴﺖُ ﻟﻬﻢ ﻧﺼﻒ ﻣﺎﻟﻲ.
ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-
ﻓﻴﺤﻀﺮ ﻣﺎﻟﻪ ﻛﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻛﺖَ
ﻷﻭﻻﺩﻙ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ؟،( ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺗﺮﻛﺖُ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ.
***
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺮﻡ؟
ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ
ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ.
ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ: ﻣﻦ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻗﺎﻝ) :ﺃﺗﻘﺎﻫﻢ
ﻟﻠﻪ.( ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻧﺴﺄﻟﻚ. ﻗﺎﻝ:
)ﻓﺄﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﺳﻒ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﻧﺒﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ] (ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺻﻒ
ﻳﻮﺳﻒ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ- ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﻷﻧﻪ ﺍﺟﺘﻤﻊ
ﻟﻪ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﻔﺔ
ﻭﻛﺮﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺭﻳﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻫﻮ ﻧﺒﻲ ﺍﺑﻦ ﻧﺒﻲ ﺍﺑﻦ ﻧﺒﻲ ﺍﺑﻦ
ﻧﺒﻲ.
ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:
ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ،
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻻ ﻳﻨﻔﺪ ﻋﻄﺎﺅﻩ.
ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻛﺮﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺮﻓًﺎ ﻭﻧﺴﺒًﺎ، ﻭﺃﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺃﻛﺮﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ، ﻓﻘﺪ ﺃﺗﺎﻩ
ﺭﺟﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﻻ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻏﻨﻤًﺎ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻠﻴﻦ،
ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﻗﺎﻝ
ﻟﻬﻢ: ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ، ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤﺪًﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺨﺸﻰ
ﺍﻟﻔﻘﺮ] .ﺃﺣﻤﺪ.[
ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﺎ- ﺃﻧﻬﻢ ﺫﺑﺤﻮﺍ ﺷﺎﺓ، ﺛﻢ ﻭﺯﻋﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ؛ ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ) :ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ؟(
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺇﻻ ﻛﺘﻔﻬﺎ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺑﻘﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ
ﻛﺘﻔﻬﺎ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﺃﻱ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻻ ﻳﻔﻨﻰ
ﺇﻻ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﺎ ﻧﻘﺺ
ﻣﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﺔ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺮﻡ:
ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻳﻄﻠَﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﻤﺪ ﻣﻦ
ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ؛ ﻓﺈﻥ ﻟﻪ ﺃﻧﻮﺍﻋًﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ:
ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺮﻳﻤًﺎ ﻣﻊ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ،
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻭﻓﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺃﻣﺮ ﺑﻪ، ﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﻤﺎ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ.
ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺴﻨﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ
ﻣﻨﻬﺠﻪ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﻫﺪﻳﻪ، ﻭﺗﻮﻗﻴﺮﻩ.
ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ: ﻓﻼ ﻳﻬﻴﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻧﻔﺴﻪ، ﺃﻭ ﻳﺬﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻮﺀ
ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐﻮ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺑﺄﻧﻬﻢ} :ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻠﻐﻮ ﻣﺮﻭﺍ ﻛﺮﺍﻣًﺎ{
]ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ.[72 :
ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻣﻊ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻜﺮﻡ
ﺯﻭﺟﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﺨﻴﺮ
ﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺄﻫﻠﻪ
ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
)ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻧﻔﻘﺘَﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺩﻳﻨﺎﺭ
ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺭﻗﺒﺔ )ﺇﻋﺘﺎﻕ ﻋﺒﺪ،( ﻭﺩﻳﻨﺎﺭ
ﺗﺼﺪﻗﺖَ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻜﻴﻦ، ﻭﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻧﻔﻘﺘَﻪ
ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻚ، ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﺃﺟﺮًﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻔﻘﺘَﻪ
ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻚ] (ﻣﺴﻠﻢ.[ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻔﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻧﻔﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﺴﺒﻬﺎ )ﺃﻱ ﻳﻨﻮﻱ ﻋﻨﺪ
ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ،( ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ
ﺻﺪﻗﺔ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﻓﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻟﻬﺎ ﺃﺟﺮ ﻣﻀﺎﻋﻒ؛
ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ
ﻭﺛﻮﺍﺏ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ
ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﺮﺣﻢ )ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ(
ﺛﻨﺘﺎﻥ: ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﺻﻠﺔ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ
ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ[
ﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ
ﻓﻼ ﻳﺆﺫِ ﺟﺎﺭﻩ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﻜﺮﻡ ﺿﻴﻔﻪ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ
ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﺧﻴﺮًﺍ ﺃﻭ
ﻟﻴﺼﻤﺖ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻛﺜﻴﺮﺓ؛ ﻓﺎﻟﺘﺒﺴﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺻﺪﻗﺔ،
ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،
ﻓﻘﺎﻝ) :ﻻ ﺗﺤﻘﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺷﻴﺌًﺎ،
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﺃﺧﺎﻙ ﺑﻮﺟﻪ ﻃﻠﻖ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻭﻫﻮ
ﻳﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺇﻥ ﻗَﻞَّ: ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻲ
ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ؛ ﻓﺎﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺃﻗﻞ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ
ﺗﺠﺒﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ؛ ﻓﺈﻧﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻛﻞ
ﺳُﻼﻣَﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺪﻗﺔ، ﻛﻞ ﻳﻮﻡ
ﺗﻄﻠﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ
ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻳﻌﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺑﺘﻪ؛ ﻓﻴﺤﻤﻞ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺘﺎﻋﻪ ﺻﺪﻗﺔ،
ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ
ﻳﺨﻄﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻳﻤﻴﻂ
ﺍﻷﺫﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺻﺪﻗﺔ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻛﻞ
ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺻﺪﻗﺔ] (ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ:
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻖ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺋﺞ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ
ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻟﺘﺠﻬﻴﺰ
ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻓﻲ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﻳﻨﻔﻖ ﻓﻲ ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻭﺑﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﺮﺽ ﻣﺜﻼ، ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﺮﻉ
ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ
ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻣﻌﻴﻦ ﺇﻟﻰ
ﺩﻭﺍﺀ ﺃﻭ ﻏﺬﺍﺀ، ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﺭﻉ ﺇﻟﻰ
ﻣﻌﺎﻭﻧﺘﻪ.
ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ:
* ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻈﻴﻢ، ﻭﻗﺪ ﺭﻏَّﺒﻨﺎ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ} :-ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻤﺜﻞ
ﺣﺒﺔ ﺃﻧﺒﺘﺖ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﻨﺒﻠﺔ
ﻣﺎﺋﺔ ﺣﺒﺔ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺍﺳﻊ ﻋﻠﻴﻢ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[261 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻣﺎ ﺗﻨﻔﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻳﻮﻑ
ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﻈﻠﻤﻮﻥ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[272 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ
ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﺮًّﺍ ﻭﻋﻼﻧﻴﺔ ﻓﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮﻫﻢ
ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻻ ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ
ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[274 :
* ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ،
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﻟﺴﺨﻲ
ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻗﺮﻳﺐ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ. ﻭﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺑﻌﻴﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
* ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺑﺮﻛﺔ ﻟﻠﻤﺎﻝ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻳﺼﺒﺢ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻣﻠﻜﺎﻥ ﻳﻨﺰﻻﻥ، ﻓﻴﻘﻮﻝ
ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﻂِ ﻣﻨﻔﻘًﺎ ﺧﻠﻔًﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻵﺧﺮ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﻂِ ﻣﻤﺴﻜًﺎ ﺗﻠﻔًﺎ(
]ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ) :ﺃﻧْﻔِﻖْ ﻳﺎ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺃُﻧْﻔِﻖْ ﻋﻠﻴﻚ(
]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
* ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻋِﺰُّ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺷﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮﺓ،
ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﻴﺖ، ﻭﺧﻠﻮﺩُ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ.
* ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺤﺒﻮﺑًﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ
ﻭﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ﻭﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.
ﻟﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺮﻳﻤًﺎ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﻻ ﺣﺴﺪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ: ﺭﺟﻞ ﺁﺗﺎﻩ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻻ ﻓﺴﻠﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻠﻜﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ،
ﻭﺭﺟﻞ ﺁﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻜﻤﺔ، ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻬﺎ
ﻭﻳﻌﻠﻤﻬﺎ] (ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ
ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻜﺮﻡ، ﻭﻳﻌﻮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮﻩ،
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻧﻪ
ﻧﻔﺴَﻪ ﻣِﻠْﻚٌ ﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻈﻴﻢ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺜﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻼ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺇﺫﺍ
ﺃﻧﻔﻖ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺄﺳﻰ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺼﺤﺎﺑﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﻢ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ
ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﻗﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻓﻲ
ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ
ﺫﻟﻚ.
ﺍﻟﺒﺨﻞ:
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺒﺨﻞ؛ ﻷﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﺫﻣﻴﻢ
ﻳﺒﻐﻀﻪ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻮﻥ،
ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻗﺎﻝ) :ﺧﺼﻠﺘﺎﻥ ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺆﻣﻦ:
ﺍﻟﺒﺨﻞ، ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﺨﻠﻖ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺒﺨﻞ:
ﻭﻗﺪ ﺫﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ،
ﻭﺣﺬﺭﻧﺎ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ} :ﻭﻻ ﺗﺤﺴﺒﻦ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺨﻠﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﺁﺗﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ
ﺧﻴﺮًﺍ ﻟﻬﻢ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻟﻬﻢ ﺳﻴﻄﻮﻗﻮﻥ ﻣﺎ
ﺑﺨﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻟﻠﻪ ﻣﻴﺮﺍﺙ
ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ
ﺧﺒﻴﺮ.{
]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.[180 : ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺒﺨﻠﻮﻥ ﻭﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺨﻞ
ﻭﻳﻜﺘﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﺗﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﺃﻋﺘﺪﻧﺎ
ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﺬﺍﺑًﺎ ﻣﻬﻴﻨًﺎ] {ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.[37 :
ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﻨﻔﻘﻴﻦ ﺍﻟﻔﻮﺯ
ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ؛ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ} :ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻕ ﺷﺢ ﻧﻔﺴﻪ
ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻮﻥ] {ﺍﻟﺤﺸﺮ.[9 :
ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ ﻳﺮﺗﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻓﻼ ﻳﺬﻭﻕ
ﺭﺍﺣﺔ ﺃﺑﺪًﺍ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻣﻦ ﻳﺒﺨﻞ
ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺒﺨﻞ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻭﺃﻧﺘﻢ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ] {ﻣﺤﻤﺪ.[38 :
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺘﻌﻮﺫ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺋﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ) :ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ
ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺨﻞ، ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﺒﻦ، ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﺃﻥ ﺃُﺭَﺩَّ ﺇﻟﻰ ﺃَﺭْﺫَﻝِ ﺍﻟﻌﻤﺮ(
]ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﺛﻼﺙ ﻣﻬﻠﻜﺎﺕ: ﻫﻮًﻯ ﻣُﺘَّﺒَﻊ، ﻭﺷُﺢٌّ
)ﺑﺨﻞ( ﻣﻄﺎﻉ، ﻭﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤـﺮﺀ ﺑﻨﻔﺴﻪ(
]ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ.[ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﺸﺢ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺢ ﺃﻫﻠﻚ
ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻜﻢ..ﺣﻤﻠـﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺳﻔـﻜﻮﺍ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭﺍﺳﺘﺤﻠﻮﺍ ﻣﺤﺎﺭﻣﻬﻢ(
]ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ: ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ
ﺧﻠﻴﻞ. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ: ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻤﺪﺡ،
ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺬﻡ. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ: ﻃﻌﺎﻡ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺩﻭﺍﺀ، ﻭﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﻴﻞ ﺩﺍﺀ. ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﺻﻔﺔ
ﻻﺯﻣﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﺍﻟﺸﺢ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻮﺯ ﺑﺮﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺟﻨﺘﻪ.