ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﺮﻓﻖ
ﺩﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺟﺎﺀ ﻟﻴﺼﻠﻰ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ،
ﻭﺗﺒﻮﻝ، ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ
ﻳﻀﺮﺑﻮﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﺩﻋﻮﻩ، ﻭﺃﺭﻳﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻟﻪ ﺫﻧﻮﺑًﺎ
ﻣﻦ ﻣﺎﺀ -ﺃﻭ ﺳﺠﻼً )ﺩﻟﻮًﺍ( ﻣﻦ ﻣﺎﺀ- ﻓﺈﻧﻤﺎ
ﺑﻌﺜﺘﻢ ﻣُﻴﺴِّﺮِﻳﻦ، ﻭﻟﻢ ﺗﺒﻌﺜﻮﺍ ﻣُﻌَﺴِّﺮﻳﻦ(
]ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
***
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻓﻖ؟
ﺍﻟﺮﻓﻖ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻠﻄﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ
ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﻟﻐﻠﻈﺔ. ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ
ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻓﻘﺎﻝ} :ﺧﺬ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺮﻑ
ﻭﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ] {ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ،[199 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﻻ
ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ
ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻛﺄﻧﻪ ﻭﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ.{
]ﻓﺼﻠﺖ.[34 :
ﺭﻓﻖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺭﻓﻖ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻟﻴﻨﻬﻢ.. ﺃﺗﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ، ﻭﻃﻠﺐ
ﻣﻨﻪ ﻋﻄﺎﺀً، ﻭﺃﻏﻠﻆ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﺘﺒﺴﻢ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ،
ﺛﻢ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺣﻤﻮﻟﺔ ﺟﻤﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻼﻋﺐ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ
ﻭﻳﻘﺒُّﻠﻬﻤﺎ، ﻭﻳﺤﻤﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ.
ﻭﺗﺤﻜﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ-
ﻋﻦ ﺭﻓﻖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻓﺘﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺧُﻴﺮَ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻗﻂ ﺇﻻ ﺃﺧﺬ
ﺃﻳﺴﺮﻫﻤﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﺛﻤًﺎ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺇﺛﻤًﺎ
ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻪ، ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺘﻘﻢ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ
ﺷﻲﺀ ﻗﻂ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗُﻨْﺘَﻬَﻚ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ؛
ﻓﻴﻨﺘﻘﻢ ﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ] .-ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ
ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ) :ﻳﺴِّﺮُﻭﺍ ﻭﻻ ﺗُﻌَﺴِّﺮُﻭﺍ، ﻭﺑَﺸِّﺮُﻭﺍ
ﻭﻻ ﺗُﻨَﻔِّﺮﻭﺍ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﻓﻖ:
ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ، ﻭﻣﺎ ﻭُﺟِﺪَ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ
ﺇﻻ ﺣَﺴَّﻨَﻪ ﻭﺯَﻳَّﻨَﻪ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ
ﺯﺍﻧﻪ )ﺣﺴﻨﻪ ﻭﺟﻤﻠﻪ،( ﻭﻻ ﻳُﻨْﺰَﻉُ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ
ﺇﻻ ﺷﺎﻧﻪ )ﻋﺎﺑﻪ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ:
ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ: ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﺸﺪﺓ ﺃﻭ ﻋﻨﻒ ﺃﻭ ﺟﻔﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻠﻈﺔ ﻭﺍﻟﺸﺪﺓ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
}ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻓﻈًﺎ ﻏﻠﻴﻆ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻﻧﻔﻀﻮﺍ ﻣﻦ
ﺣﻮﻟﻚ] {ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.[159 : ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ:
ﺃﻭﺻﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ) :ﻻ ﺗﻐﻀﺐ] (ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳُﻌَﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ
ﻋﻴﻮﺏ، ﺑﻞ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ، ﺭُﻭِﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ) :ﻻ ﺗُﻈﻬﺮ
ﺍﻟﺸﻤﺎﺗﺔ ﻷﺧﻴﻚ، ﻓﻴﺮﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺒﺘﻠﻴﻚ
)ﺃﻱ: ﻳﺼﻴﺒﻚ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻻ ﻳﺸﺘﻤﻬﻢ،
ﻭﻗﺪ ﺣﺬَّﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ) :ﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﺴﻮﻑ
ﻭﻗﺘﺎﻟﻪ ﻛﻔﺮ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﺨﺪﻡ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﻓﻴﻘًﺎ ﺑﺎﻟﺨﺪﻡ، ﻭﺃﻣﺮ ﻣﻦ
ﻋﻨﺪﻩ ﺧﺎﺩﻡ ﺃﻥ ﻳﻄﻌﻤﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺄﻛﻞ، ﻭﻳﻠﺒﺴﻪ
ﻣﻤﺎ ﻳﻠﺒﺲ، ﻭﻻ ﻳﻜﻠﻔﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ، ﻓﺈﻥ
ﻛﻠَّﻔﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨﻪ. ﻳﻘﻮﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺨﺪﻡ:
)ﻣﻦ ﻟﻄﻢ ﻣﻤﻠﻮﻛﻪ ﺃﻭ ﺿﺮﺑﻪ ﻓﻜﻔﺎﺭﺗﻪ ﺃﻥ
ﻳﻌْﺘِﻘَﻪ )ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺣﺮًّﺍ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ: ﻧﻬﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻦ
ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺡ، ﻭﻗﺪ ﻣَﺮَّ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ
ﻗﻮﻡ ﻧﺼﺒﻮﺍ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺩﺟﺎﺟﺔ، ﻭﺟﻌﻠﻮﻫﺎ
ﻫﺪﻓًﺎ ﻟﻬﻢ، ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺮﻣﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺲ: ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺗُﺼْﺒَﺮَ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ )ﺃﻱ ﺗﺤﺒﺲ
ﻭﺗﻌﺬﺏ ﻭﺗﻘﻴﺪ ﻭﺗﺮﻣﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ.(
]ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﻣَﺮَّ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻋﻠﻰ
ﻓﺘﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ، ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ
ﻃﻴﺮًﺍ، ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺮﻣﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎﻝ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ
ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﻣَﻦْ ﻓﻌﻞ
ﻫﺬﺍ؟ ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ، ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻌﻦ ﻣﻦ ﺍﺗﺨﺬ
ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻏﺮﺿًﺎ )ﻫﺪﻓًﺎ ﻳﺮﻣﻴﻪ.(
]ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺫﺑﺤﻪ ﺑﺴﻜﻴﻦ ﺣﺎﺩ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻌﺬﺏ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺘﺐ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺘﻠﺘﻢ )ﺃﻱ: ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ(
ﻓﺄﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﺫﺑﺤﺘﻢ ﻓﺄﺣﺴﻨﻮﺍ
ﺍﻟﺬﺑﺢ، ﻭﻟْﻴُﺤِﺪَّ ﺃﺣﺪُﻛﻢ ﺷَﻔْﺮَﺗَﻪ )ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺬﺑﺢ ﺑﻬﺎ،( ﻭﻟْﻴُﺮِﺡْ ﺫﺑﻴﺤﺘﻪ] (ﻣﺘﻔﻖ
ﻋﻠﻴﻪ.[ ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﺮﺟﻞ؛
ﻷﻧﻪ ﺳﻘﻰ ﻛﻠﺒًﺎ ﻛﺎﺩ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺶ.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺣﺒﺴﺖ
ﻗﻄﺔ، ﻓﻠﻢ ﺗﻄﻌﻤﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗَﺴْﻘِﻬَﺎ ﺣﺘﻰ
ﻣﺎﺗﺖ.
ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺭﻓﻴﻖ ﻣﻊ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ، ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ، ﻓﻴﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ
ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ، ﻭﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﺑﻠﻴﻦ
ﻭﺭﻓﻖ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺘﻠﻒ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻮﺀ
ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻹﻫﻤﺎﻝ.
ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺮﻓﻖ:
ﺣﺚَّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﻓﻖ، ﻓﻘﺎﻝ) :ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻓﻴﻖ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺮﻓﻖ
ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ،[ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻓﻴﻖ،
ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺮﻓﻖ، ﻭﻳﻌﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﻣﺎ ﻻ
ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺮﻓﻘﻪ ﻭﻟﻴﻨﻪ ﻳﺼﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺃﻻ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﻤﻦ
ﻳﺤْﺮُﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟ ﺃﻭ ﺑﻤﻦ ﺗَﺤْﺮُﻡ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻨﺎﺭ؟ ﺗَﺤْﺮُﻡ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﺮﻳﺐ ﻫﻴﻦ
ﻟﻴﻦ ﺳﻬﻞ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺃﺣﻤﺪ.[
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺭﻓﻴﻘًﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﺳﻴﺮﻓﻖ ﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ،
ﻓﻴﻘﻮﻝ) :ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻣَﻦْ ﻭَﻟِﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺃﻣﺘﻲ
ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ، ﻓﺎﺭﻓﻖ ﺑﻪ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ