ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ
ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻭﺷﺘﻢ ﺃﺑﺎ
ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻭﺁﺫﺍﻩ،
ﻓﺴﻜﺖ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺮُﺩَّ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺸﺘﻤﻪ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺴﻜﺖ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ،
ﻓﺸﺘﻤﻪ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ،
ﻓﻘﺎﻡ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻡ ﺧﻠﻔﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﺴﺄﻟﻪ: ﻫﻞ
ﻏﻀﺒﺖَ ﻋﻠﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﻤﺖَ؟ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻧﺰﻝ ﻣَﻠَﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﻜﺬِّﺑﻪ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕَ
)ﺃﻱ ﺭﺩﺩﺕَ ﻋﻠﻴﻪ( ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )ﺃﻱ:
ﺣﻀﺮ،( ﻓﻠﻢ ﺃﻛﻦ ﻷﺟﻠﺲ ﺇﺫ ﻭﻗﻊ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ] (ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ.[
*ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ-
ﺗﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،
ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ
ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺣُﻴَﻲ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ،- ﻓﻘﺎﻟﺖ
ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ: ﺣﺴﺒﻚ ﻣﻦ ﺻﻔﻴﺔ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ -
ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺼﻴﺮﺓ،- ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖِ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻮ
ﻣُﺰِﺟَﺖْ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻤـَﺰَﺟَﺘْﻪُ )ﻋﻜَّﺮﺗﻪ.(
]ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ،[ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗُﻨْﺘِﻦُ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟِﻘُﺒْﺤِﻬﺎ
ﻭﺳﻮﺋﻬﺎ.
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ؟
ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ، ﻫﻮ ﺃﻻ ﻳﺘﺤﺪﺙ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺑﺨﻴﺮ، ﻭﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻗﺒﻴﺢ
ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﺤﺶ،
ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ.
ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻟﻔﻆ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ
ﻓﻤﻪ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺠﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺤﺎﺳﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻣﺎ ﻳﻠﻔﻆ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺇﻻ
ﻟﺪﻳﻪ ﺭﻗﻴﺐ ﻋﺘﻴﺪ] {ﻕ.[18 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﺫﺍ
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻛﻠﻬﺎ ﺗُﻜَﻔِّﺮ
ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ )ﺗﺬﻝ ﻟﻪ ﻭﺗﺨﻀﻊ( ﺗﻘﻮﻝ: ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻴﻨﺎ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻘﻤﺖَ
ﺍﺳﺘﻘﻤﻨﺎ، ﻭﺇﻥ ﺍﻋﻮَﺟَﺠْﺖَ ﺍﻋﻮَﺟَﺠْﻨَﺎ(
]ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢُ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺣﺘﻰ
ﻳﺴﺘﻘﻴﻢَ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ
ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﺴﺎﻧﻪ] (ﺃﺣﻤﺪ.[ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﻣﺴﻌﻮﺩ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ، ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ
ﺍﻷﺭﺽ ﺷﻲﺀ ﺃﺣﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﻃﻮﻝ ﺳﺠﻦ ﻣﻦ
ﻟﺴﺎﻥ.
ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻜﻼﻡ:
ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺳﻮﺀﺍﺕ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻼ
ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
* ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻨﻔﻊ ﺑﻜﻼﻣﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ
ﻏﻴﺮﻩ، ﺃﻭ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﺿُﺮَّﺍ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ.
* ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻜﻼﻡ، ﻭﻛﻤﺎ
ﻗﻴﻞ: ﻟﻜﻞ ﻣﻘﺎﻡ ﻣﻘﺎﻝ. ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺪﺙ ﺣﻴﺚ
ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ
ﻭﺍﻟﺰﻟﻞ، ﻭﻣﻦ ﺻﻤﺖ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺠْﺪِﻱ
ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﺳﺘﺜﻘﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺇﻟﻴﻪ.
* ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﻘﻖ
ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺪﻑ، ﻭﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻣﻪ
ﺟﻠﺐ ﻧﻔﻊ ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺿﺮ ﻓﻼ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ،
ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻛﺎﻥ ﺗﻄﻮﻳﻠﻪ ﻣﻤﻼ، ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺠﻴﺪ
ﻭﺳﻂ ﺑﻴﻦ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻣﺨﻞٍّ ﻭﺗﻄﻮﻳﻞ ﻣﻤﻞٍّ.
ﻭﻗﻴﻞ: ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﻢ
ﺣﺠﺘﻚ ﻭﻳﺒﻠﻎ ﺣﺎﺟﺘﻚ، ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﻓﻀﻮﻟﻪ
)ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ،( ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰِﻝُّ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻭﻳﻮﺭِﺙُ
ﺍﻟﻨﺪﻡ.
* ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﺮ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ، ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﻭَﺯِﻥِ ﺍﻟْﻜـﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻧَﻄَﻘْــﺖَ، ﻓــﺈﻧﻤـﺎ
ﻳﺒْﺪِﻱ ﻋُﻴﻮﺏَ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻟﻤﻨﻄـﻖُ
ﻭﻻﺑﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺗَﺨَﻴﺮِ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﺃﻟﻔﺎﻇﻪ،
ﻓﻜﻼﻣﻪ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺃﺩﺑﻪ، ﻭﻛﻤﺎ
ﻗﻴﻞ: ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻜﻼﻣﻪ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺻﻠﻪ ﺑﻔﻌﻠﻪ.
* ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻐﺎﻻﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺡ، ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻡ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﻻﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻠﻖ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ، ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻑ
ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻡ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘَّﺸَﻔِّﻲ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ.
ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻛﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ
ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؛ ﻷﻥ
ﺍﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﺎﻟﻤﺮﺀ ﺇﻟﻰ
ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ.
* ﺃﻥ ﻻ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ
ﺳﺨﻂ ﺍﻟﻠﻪ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﺨﻂ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭَﻛَﻠَﻪُ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺨﻂ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺮﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺆﻭﻧﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ(
]ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
* ﺃﻻ ﻳﺘﻤﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﻭﻋﻮﺩ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﺎ، ﺃﻭ ﻭﻋﻴﺪ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ
ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻟﻢ
ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ . ﻛﺒﺮ ﻣﻘﺘًﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ] {ﺍﻟﺼﻒ.[3-2 :
* ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﻮﺿﻮﺡ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻜﻢ ﺇﻟﻲ ﻭﺃﻗﺮﺑﻜﻢ
ﻣﻨﻲ ﻣﺠﻠﺴًﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﺣﺎﺳﻨﻜﻢ
ﺃﺧﻼﻗًﺎ، ﻭﺇﻥ ﺃﺑﻐﻀَﻜﻢ ﺇﻟﻲ ﻭﺃﺑﻌﺪَﻛﻢ ﻣﻨﻲ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺜﺮﺛﺎﺭﻭﻥ )ﻛﺜﻴﺮﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ،(
ﻭﺍﻟﻤﺘﺸَﺪِّﻗُﻮﻥ )ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ( ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻴﻬﻘﻮﻥ،( ﻗﺎﻟﻮﺍ:
ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﺜﺮﺛﺎﺭﻭﻥ
ﻭﺍﻟﻤﺘﺸﺪﻗﻮﻥ، ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﻔﻴﻬﻘﻮﻥ؟ ﻗﺎﻝ:
)ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮﻭﻥ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
* ﺃﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻔﺤﺶ ﺃﻭ ﺑَﺬَﺍﺀﺓٍ ﺃﻭ ﻗُﺒﺢ، ﻭﻻ
ﻳﻨﻄﻖ ﺇﻻ ﺑﺨﻴﺮ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺑﺬﻱﺀ،
ﻭﻻ ﻳﺼﻐﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻔﺤِّﺶ. ﻭﻗﻴﻞ: ﺍﺧﺰﻥ
ﻟﺴﺎﻧﻚ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺣﻖ ﺗﻨﺼﺮﻩ، ﺃﻭ ﺑﺎﻃﻞ
ﺗَﺪْﺣﺮﻩ، ﺃﻭ ﺧﻴﺮ ﺗﻨﺸﺮﻩ، ﺃﻭ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ.
* ﺃﻥ ﻳﺸﻐﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﺑﺬﻛﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺨْﺮِﺝُ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻄﻴﺐ.
ﺭُﻭِﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ:
)ﻻ ﺗﻜﺜﺮﻭﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻐﻴﺮ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻥ
ﻛَﺜْﺮَﺓ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻐﻴﺮ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺴﻮﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ،
ﻭﺇﻥ ﺃﺑﻌﺪَ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐُ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ(
]ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻓﻀﻞ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ:
ﺳﺌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﻱ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻓﻀﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣَﻦْ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ
ﻭﻳﺪﻩ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ
ﻋﺎﻣﺮ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺃﻣﺴﻚ ﻋﻠﻴﻚ
ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻭﻟْﻴﺴﻌﻚ ﺑﻴﺘﻚ، ﻭﺍﺑْﻚِ ﻋﻠﻰ
ﺧﻄﻴﺌﺘﻚ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻭﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﻔﻈﻮﻥ
ﻟﺴﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻭﻳﺒﺘﻌﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻐﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ} :-ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻠﻐﻮ ﻣﺮﻭﺍ
ﻛﺮﺍﻣًﺎ] {ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ.[72 : ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﺧﻴﺮًﺍ ﺃﻭ ﻟﻴﺼﻤﺖ(
]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ:
ﺍﻟﻐِﻴﺒﺔ ﻫﻲ ﺃﺧﻄﺮ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ، ﻭﻗﺪ
ﻧﻬﺎﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ، ﻭﺷﺒَّﻪ ﻣﻦ
ﻳﻐﺘﺎﺏ ﺃﺧﺎﻩ، ﻭﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﺮﻩ، ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ
ﻋﻦ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻪ، ﻛﻤﻦ ﻳﺄﻛﻞ ﻟﺤﻢ
ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﻴﺖ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺐ
ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀًﺎ ﺃﻳﺤﺐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ
ﻟﺤﻢ ﺃﺧﻴﻪ ﻣﻴﺘًﺎ ﻓﻜﺮﻫﺘﻤﻮﻩ ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻮﺍﺏ ﺭﺣﻴﻢ ] {ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ.[12 :
ﻭﺣﺬَّﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﺍﻟﻐِﻴﺒﺔ؟( ﻗﺎﻟﻮﺍ:
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺫِﻛْﺮُﻙَ ﺃﺧﺎﻙ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﺮﻩ،(
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ: ﺃﺭﺃﻳﺖَ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﺃﺧﻲ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻘﺪ
ﺍﻏﺘﺒﺘَﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺑَﻬَﺘَّﻪ(
]ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻄﻴﻊ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍﻷﻟﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻫﻲ ﺗﺰﺭﻉ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻀﻐﺎﺋﻦ ﻭﺍﻟﻜﺮﻩ، ﻭﻫﻲ
ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺚ ﻣَﻦْ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﻭﺍﻣﺘﻼﺀ ﻧﻔﺴﻪ
ﺑﺎﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﻗﺪ ﺷﺒَّﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ -
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ
ﺃﺷﺮﺍﺭ ﻛﺎﻟﺬﺑﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ
ﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﻣﺤﺎﺳﻨﻬﻢ ﻛﻤﺎ
ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﺬﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ.
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﺮﻭﻫًﺎ
ﻣﻨﺒﻮﺫًﺍ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻼ ﻳﺼﺎﺩﻗﻪ ﺃﺣﺪ ﻭﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ
ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺃﻣﺮ. ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ: ﺇﺫﺍ
ﺭﺃﻳﺖَ ﻣﻦ ﻳﻐﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﺑﺬﻝ ﺟﻬﺪﻙ ﺃﻻ
ﻳﻌﺮﻓﻚ ﻭﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ.
ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺳﺎﺋﺮ
ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ، ﻓﻤﻦ ﺻﺎﻡ ﻭﺍﻏﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺿﺎﻉ
ﺛﻮﺍﺏ ﺻﻮﻣﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ.
ﻭﻳﺮﻭﻯ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺗﻴﻦ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﻐﺘﺎﺑﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﻤﺎ) :ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻋﻤﺎ
ﺃﺣﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻓﻄﺮﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ(
]ﺃﺣﻤﺪ،[ ﺃﻱ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻭﺃﺧﺬﺗﺎ ﺗﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﻭﺗﺨﻮﺿﺎﻥ ﻓﻲ
ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻴﺎﻣﻬﻤﺎ.
ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻋﺬﺍﺑﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪ، ﻭﻋﻘﺎﺑﻬﺎ ﺃﻟﻴﻢ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
)ﻟﻤﺎ ﻋُﺮِﺝَ ﺑﻲ )ﺃﻱ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ(
ﻣﺮﺭﺕُ ﺑﻘﻮﻡ ﻟﻬﻢ ﺃﻇﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﻧﺤﺎﺱ
ﻳﺨْﻤِﺸُﻮﻥ )ﻳﺠﺮﺣﻮﻥ( ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ
ﻭﺻﺪﻭﺭﻫﻢ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣَﻦْ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ؟
ﻗﺎﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻟﺤﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﻳﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ] (ﺃﺑﻮﺩﺍﻭﺩ.[
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺑﺎﺡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ
ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻻ ﻳﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ
ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻗَﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺀ،
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻫﻲ:
* ﺍﻟﺘﻈﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ: ﻓﻴﺠﻮﺯ
ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﻥ ﻏﻴﺮﻩ
ﻗﺪ ﻇﻠﻤﻪ.
* ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺷﺪ
ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻓﻴﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻓﻼﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺣﺘﻰ
ﻳﺰﺩﺟﺮ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ، ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ
ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻨﺼﺢ ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻌﻪ ﺳﺘﺮ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻫﻮ ﺗﻐﻴﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻲ.
* ﺗﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ
ﻭﻧﺼﻴﺤﺘﻬﻢ: ﻓﻴﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺢ
ﺃﺧﺎﻩ ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ
ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺫﻣﻴﻤﺔ ﺗﺠﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮ
ﻭﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ.
* ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ: ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣَﻦْ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻋﻼﻧﻴﺔ؛ ﻛﺄﻥ
ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ، ﺃﻭ ﻳﻈﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺈﻧﻪ
ﻳﺠﻮﺯ ﺫﻛﺮ ﻋﻴﻮﺑﻪ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺗﺪﻉ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ.
* ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ: ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ
ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﺑﻠﻘﺐ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺄﻥ
ﻧﻘﻮﻝ: ﻓﻼﻥ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﺃﻭ ﺍﻷﺣﻮﻝ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ
ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ،
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺳﺒﻪ ﻭﺗﻨﻘﻴﺼﻪ.
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ: ﻻ ﻏﻴﺒﺔ ﺇﻻ ﻟﺜﻼﺛﺔ:
ﻓﺎﺳﻖ ﻣﺠﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ، ﻭﺫﻱ ﺑﺪﻋﺔ،
ﻭﺇﻣﺎﻡ ﺟﺎﺋﺮ.
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ