ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻌﻔﺔ
ﻧﺸﺄ ﻳﻮﺳﻒ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ- ﻣﺤﺎﻃًﺎ ﺑﻌﻄﻒ
ﺃﺑﻴﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻓﺤﺴﺪﻩ ﺇﺧﻮﺗﻪ، ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ
ﻭﺃﻟﻘﻮﻩ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﻋﻤﻴﻘﺔ. ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻗﺎﻓﻠﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻳﻮﺳﻒ، ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ
ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ، ﻟﻴﺒﻴﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ
ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ، ﻓﺎﺷﺘﺮﺍﻩ ﻋﺰﻳﺰ ﻣﺼﺮ )ﻭﺯﻳﺮﻫﺎ
ﺍﻷﻛﺒﺮ؛( ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻱ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﺮﻡ ﺍﻷﺻﻞ
ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﻧﺒﻞ ﺍﻟﻄﺒﻊ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ
ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﻣﻪ ﻭﺗﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻛﺒﺮ
ﻳﻮﺳﻒ، ﻭﺻﺎﺭ ﺷﺎﺑًّﺎ ﻗﻮﻳًّﺎ ﺟﻤﻴﻼ، ﻓﺄُﻋﺠﺒﺖْ
ﺑﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭﻭﺳﻮﺱ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﺃﻥ ﺗﻌﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ، ﻓﺎﻧﺘﻈﺮﺕ ﺧﺮﻭﺝ
ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﻐﻠﻖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺟﻴﺪًﺍ،
ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺕ ﻭﻫﻴﺄﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﺛﻢ ﺩﻋﺖ
ﻳﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺗﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻋﻔﺔ ﻭﻃﻬﺎﺭﺓ، ﻗﺎﺋﻼ:
}ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺜﻮﺍﻱ ﺇﻧﻪ ﻻ
ﻳﻔﻠﺢ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ] {ﻳﻮﺳﻒ.[23 : ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﺃﺟﻴﺒﻚِ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ، ﻭﺃُﻧَﻔِّﺬ ﻣﺎ
ﺗﻄﻠﺒﻴﻦ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖِ ﻗﺪ ﺃﻏﻠﻘﺖِ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ
ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ.
*ﺫﻫﺐ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ. ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻏﺎﺭًﺍ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻳﺒﻴﺘﻮﻥ
ﻓﻴﻪ، ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻣﻨﻪ ﺻﺨﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺳﺪَّﺕ
ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﺭ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻛﻮﺍ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺃﻳﻘﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻬﻼﻙ،
ﻭﺃﺧﺬ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺭﺑﻪ ﺃﻥ
ﻳﻨﺠﻴﻬﻢ ﻭﻳُﻔَﺮِّﺝَ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻪ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻢ ﻳﺤﺒﻬﺎ
ﺣﺒَّﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﺾ، ﺣﺘﻰ ﻣﺮﺕ ﺑﻬﺎ
ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ، ﻓﺠﺎﺀﺗﻪ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻻ ﺃﻋﻄﻴﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻜﻨﻴﻨﻲ ﻣﻦ
ﻧﻔﺴﻚ. ﻓﺘﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ
ﺁﺧﺮ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﻻ، ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ
ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ، ﻓﺎﺿﻄﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻦ
ﻋﻤﻬﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺍﺗِّﻖِ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺫﻛَّﺮﺗْﻪ ﺑﺎﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﻭﺧﻮﻓﺘْﻪ
ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﻮﺍﺑﻪ
ﻭﺭﺷﺪﻩ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺭﺑﻪ.
ﻭﺩﻋﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﻞ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ
ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﺭ؛ ﻷﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﺼًﺎ
ﻟﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻋﺎﺀﻩ،
ﻭﺗﺤﺮﻛﺖ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ، ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ،
ﻭﻧـﺠَّﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺭ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﻧﺠﺖ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ]_ .ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
*ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻔﺔ؟
ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﺳﺆﺍﻝ
ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻔﺔ:
ﻟﻠﻌﻔﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻣﻨﻬﺎ:
ﻋﻔﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻌﻒ ﻳﺪﻩ ﻭﺭﺟﻠﻪ
ﻭﻋﻴﻨﻪ ﻭﺃﺫﻧﻪ ﻭﻓﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﻼ
ﺗﻐﻠﺒﻪ ﺷﻬﻮﺍﺗﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ
ﻳﻌﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﺤﻔﻆ ﻓﺮﺟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻴﺴﺮ
ﻟﻪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻟﻴﺴﺘﻌﻔﻒ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻧﻜﺎﺣًﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻨﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ] {ﺍﻟﻨﻮﺭ.[33 :
ﻭﺣﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻠﻌﻔﺔ، ﻭﺃﺭﺷﺪ
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ
ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﺣﺘﻰ ﻳﻐﺾَّ ﺑﺼﺮﻩ
ﻭﻳﺤﺼﻦ ﻓﺮﺟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ
ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺒﺎﺀﺓ )ﺃﺩﺍﺀ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ(
ﻓﻠﻴﺘﺰﻭﺝ، ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻏﺾ ﻟﻠﺒﺼﺮ ﻭﺃﺣﺼﻦ
ﻟﻠﻔﺮﺝ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ
ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻪ ﻭِﺟَﺎﺀ )ﻭﻗﺎﻳﺔ] .(ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﻋﻔﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺴﺘﺮ ﺟﺴﺪﻩ،
ﻭﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻋﻮﺭﺍﺗﻪ؛ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺏ، ﻷﻥ ﺷﻴﻤﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﺒﺎﺭﻙ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ} :-ﻭﻟﻴﻀﺮﺑﻦ ﺑﺨﻤﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ
ﺟﻴﻮﺑﻬﻦ] {ﺍﻟﻨﻮﺭ،[31 : ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻳﺎ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﻞ ﻷﺯﻭﺍﺟﻚ ﻭﺑﻨﺎﺗﻚ ﻭﻧﺴﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﺪﻧﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺟﻼﺑﻴﺒﻬﻦ
ﺫﻟﻚ ﺃﺩﻧﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻦ ﻓﻼ ﻳﺆﺫﻳﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻏﻔﻮﺭًﺍ ﺭﺣﻴﻤًﺎ] {ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.[59 :
ﻭﺣﺮَّﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ،
ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﻀﻮﺍ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ،
ﻓﻘﺎﻝ} :ﻗﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﻐﻀﻮﺍ ﻣﻦ
ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻭﻳﺤﻔﻈﻮﺍ ﻓﺮﻭﺟﻬﻢ] {ﺍﻟﻨـﻮﺭ:
.[30 ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻗﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﺎﺕ
ﻳﻐﻀﻀﻦ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻦ ﻭﻳﺤﻔﻈﻦ ﻓﺮﻭﺟﻬﻦ{
]ﺍﻟﻨﻮﺭ.[31 : ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ} :ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻤﻊ
ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻛﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻪ
ﻣﺴﺆﻭﻻ] {ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ.[36 :
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳﻲ) :ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺳﻬﻢ
ﻣﺴﻤﻮﻡ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﻡ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﻦ
ﻣﺨﺎﻓﺘﻲ ﺃﺑﺪﻟﺘُﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻳﺠﺪ ﺣﻼﻭﺗﻪ ﻓﻲ
ﻗﻠﺒﻪ] (ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ.[
ﻭﺳﺌﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻔﺠﺄﺓ )ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ
ﻳﻘﺼﺪﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﻤﺪﻫﺎ،( ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﺻﺮﻑ ﺑﺼﺮﻙ(
]ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ.[
ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻐﻴﺮ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻔﻴﻒ
ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻏﻴﺮﻩ ﻻ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ. ﻭﻗﺪ
ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ -
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺃﺣﺪُ ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ ﻟﻴﻼ ﻳﻌﺮﺽ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ. ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ، ﺃﺧﺬ ﻳﺴﺎﻣﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ
ﻋﻤﺮ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ، ﻭﻗﺎﻡ ﻓﺄﻃﻔﺄ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ،
ﻭﺃﻭﻗﺪ ﻣﺼﺒﺎﺣًﺎ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ
ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻃﻔﺄﺗَﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻪ ﻋﻴﺐ، ﻓﻠﻢ ﻓﻌﻠﺖَ ﺫﻟﻚ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻔﺄﺗُﻪ ﻳُﻮﻗَﺪُ
ﺑﺰﻳﺖٍ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.. ﺑﺤﺜﻨﺎ ﺃﻣﻮﺭ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺋﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ
ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺃﻃﻔﺄﺗُﻪ، ﻭﺃﻭﻗﺪﺕُ ﻣﺼﺒﺎﺣًﺎ
ﻳﻮﻗﺪ ﺑﺰﻳﺖٍ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ. ﻭﺑﻬﺬﺍ
ﻳﻀﺮﺏ ﻟﻨﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺜﻞ
ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻔﻒ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺘﻌﻔﻒ ﻋﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻋﺎﻩ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﺌﻮﻧﻪ، ﻓﺈﻥ
ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴَّﺎ ﻓﻼ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌًﺎ، ﺑﻞ ﻳﻨﻤِّﻴﻪ
ﻭﻳﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻤﺮﺿﺎﺓ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ،- ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴًﺎ
ﻓﻠﻴﺴﺘﻌﻔﻒ] {ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.[6 :
ﻭﻗﺪ ﺿﺮﺏ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻣﺜﻼ
ﺭﺍﺋﻌًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ، ﻭﺁﺧﻰ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ
ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ،- ﻗﺎﻝ
ﺳﻌﺪ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ: ﺇﻧﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ
ﻣﺎﻻ، ﻓﺄﻗﺴﻢ ﻣﺎﻟﻲ ﻧﺼﻔﻴﻦ، ﻭﻟﻲ ﺍﻣﺮﺃﺗﺎﻥ،
ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺃﻋﺠﺒﻬﻤﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﺴَﻤِّﻬﺎ ﻟﻲ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﻘﻀﺖ ﻋﺪﺗﻬﺎ ﻓﺘﺰﻭﺟْﻬﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ: ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﻣﺎﻟﻚ.
ﺃﻳﻦ ﺳﻮﻗﻜﻢ؟ ﻓﺪﻟُّﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﻕ ﺑﻨﻲ
ﻗَﻴْﻨُﻘﺎﻉ] (ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[ ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﻟﻴﺘﺎﺟﺮ، ﻭﻳﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻳﻪ.
ﻋﻔﺔ ﺍﻟﻤﺄﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺏ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻌﻒ
ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ
ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻪ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻟﻘﻤﺔ ﺣﺮﺍﻣًﺎ ﻓﻲ
ﻓﻤﻪ ﻻ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣًﺎ،
ﻭﻛﻞ ﻟﺤﻢ ﻧﺒﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﻓﺎﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭﻟﻲ ﺑﻪ،
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ
ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻛﻢ ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﺍ ﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ
ﺇﻳﺎﻩ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[172 :
ﻭﺣﺜﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻼﻝ، ﻭﺑﻴَّﻦ ﺃﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﺎ ﺃﻛﻞ ﺃﺣﺪ
ﻃﻌﺎﻣًﺎ ﻗﻂ ﺧﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ
ﻳﺪﻩ، ﻭﺇﻥ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﺍﻭﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ
ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻩ] (ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﻦ
ﺃﻣﺴﻰ ﻛﺎﻻ )ﻣﺘﻌﺒًﺎ( ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﺃﻣﺴﻰ
ﻣﻐﻔﻮﺭًﺍ ﻟﻪ] (ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ.[ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻋﺰﺓ ﻭﺷﺮﻓًﺎ، ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺑﻮ )ﻳﺰﻳﺪ ﺃﻭ
ﻳﻨﻤﻮ( ﻟﺤﻢ ﻧﺒﺖ ﻣﻦ ﺳُﺤْﺖٍ )ﻣﺎﻝ ﺣﺮﺍﻡ(
ﺇﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻪ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻋﻔﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻌﻒ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ، ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻻ ﻃﻴﺒًﺎ، ﻭﻻ
ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺇﻻ ﺑﺨﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻳﺼﻒ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ} :ﻭﻫﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻴﺐ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﻫﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ{
]ﺍﻟﺤﺞ.[24 : ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻦ ﻧﻮﻉ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﻠﻪ} :ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺼﻌﺪ ﺍﻟﻜﻠﻢ
ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺮﻓﻌﻪ] {ﻓﺎﻃﺮ:
.[10
ﻭﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﺩﺍﺋﻤًﺎ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ}:ﻭﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ
ﺣﺴﻨًﺎ ﺣٍﺴًﻨْﺎ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[83 : ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻌَّﺎﻧًﺎ(
]ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[ ﻭﻳﻘﻮﻝ) :ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
ﺑﺎﻟﻄَّﻌَّﺎﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﻠَّﻌَّﺎﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﻭﻻ
ﺍﻟﺒﺬﻱﺀ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻭﻗﺪ ﺣﺜﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻧﻬﺎﻧﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﻜﺬﺏ، ﻓﻘﺎﻝ) :ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮ،
ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺒﺮ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻟﻴﺼﺪﻕ ﺣﺘﻰ ﻳُﻜْﺘَﺐَ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻳﻘًﺎ. ﻭﺇﻥ
ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ
ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻜﺬﺏ ﺣﺘﻰ
ﻳُﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺬﺍﺑًﺎ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﻦ
ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠْﻴَﻘُﻞْ ﺧﻴﺮًﺍ
ﺃﻭ ﻟِﻴَﺼْﻤُﺖْ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳُﻌﻨﻴﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺮﺀ
ﺗﺮﻛﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳُﻌﻨﻴﻪ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ.[
ﺍﻟﺘﻌﻔﻒ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻌﻒ
ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﺎﺝ، ﻓﻼ
ﻳﺘﺴﻮﻝ ﻭﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻤﻞ، ﻭﻗﺪ
ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺎﺳًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻋﻔﺘﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
}ﻳﺤﺴﺒﻬﻢ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻔﻒ
ﺗﻌﺮﻓﻬﻢ ﺑﺴﻴﻤﺎﻫﻢ ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺇﻟﺤﺎﻓًﺎ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[273 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﻟﻴﺪ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ، ﻭﺍﺑﺪﺃ ﺑﻤﻦ
ﺗﻌﻮﻝ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ
ﻏِﻨًﻰ، ﻭﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﻔﻒْ ﻳُﻌِﻔَّﻪُ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ
ﻳﺴﺘﻐﻦِ ﻳُﻐْﻨِﻪ ﺍﻟﻠﻪ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻔﺔ:
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻌﻔﺘﻪ ﻭﻃﻬﺎﺭﺗﻪ ﻓﺈﻥ
ﻟﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﻭﺍﻓﺮ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻭﻣﻦ
ﻳﺴﺘﻌﻔﻒ ﻳﻌﻔﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﺴﺘﻐﻦِ ﻳُﻐْﻨِﻪ
ﺍﻟﻠﻪ(
]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺭﺑﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ) :ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺍﻟْﻬُﺪَﻯ ﻭﺍﻟﺘُّﻘَﻰ ﻭﺍﻟﻌﻔﺎﻑ
ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺳﺒﻌﺔ
ﻳﻈﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻇﻞ ﺇﻻ
ﻇﻠﻪ: ﺇﻣﺎﻡ ﻋﺎﺩﻝ، ﻭﺷﺎﺏ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺭﺟﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ،
ﻭﺭﺟﻼﻥ ﺗﺤﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺗﻔﺮﻗﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺭﺟﻞ ﺩَﻋَﺘْﻪُ ﺍﻣﺮﺃﺓٌ ﺫﺍﺕ
ﻣﻨﺼﺐ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﺭﺟﻞ ﺗﺼﺪﻕ ﺑﺼﺪﻕ ﻓﺄﺧﻔﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﺗﻌﻠﻢ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﻖ ﻳﻤﻴﻨﻪ، ﻭﺭﺟﻞ ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﻨﻰ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺤﻔﻈﻬﻢ ﻟﻔﺮﻭﺟﻬﻢ ﻭﻋﻔﺘﻬﻢ
ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ
ﻟﻔﺮﻭﺟﻬﻢ ﺣﺎﻓﻈﻮﻥ . ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻢ
ﺃﻭ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﺃﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻮﻣﻴﻦ .
ﻓﻤﻦ ﺍﺑﺘﻐﻰ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ
ﺍﻟﻌﺎﺩﻭﻥ{
]ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ.[7-5 : ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻋِﻔُّﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗَﻌِﻒَّ
ﻧﺴﺎﺅﻛﻢ] (ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ.[
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ