ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻌﺰﺓ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺗﺪﻭﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ، ﻓﻄﻠﺐ ﺭﺳﺘﻢ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺃﻥ
ﻳﺘﺸﺎﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؛
ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ- ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ
ﺭِﺑْﻌِﻲ ﺑْﻦَ ﻋﺎﻣﺮ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻟﻴﻌﺮﺽ
ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺫﻫﺐ
ﺭﺑﻌﻲ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻣﻤﺘﻄﻴﺎ
ﺟﻮﺍﺩﻩ، ﺳﺎﺋﺮًﺍ ﺑﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻃﻠﺐ
ﺟﻨﻮﺩ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻣﻦ ﺭﺑﻌﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ
ﺭﻓﺾ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻋﺰﺓ: ﻟﻢ ﺁﺗِﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ
ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺗﻤﻮﻧﻲ، ﻓﺈﻥ
ﺭﺿﻴﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﺇﻻ ﺭﺟﻌﺖُ. ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻟﻔﺮﺱ
ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﻆ.
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ﺭﺳﺘﻢ، ﻋﺮﺽ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ،
ﺃﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﻲ
ﻋﺰﺓ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ، ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﺘﻌﺜﻨﺎ
ﻟﻨﺨﺮﺝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﻣﻦ ﺟَﻮْﺭ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻝ
ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺳَﻌَﺔ
ﺍﻵﺧﺮﺓ.
*ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﻣﺎﻟﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ: ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺑﻨﺎﺅﻧﺎ
)ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ( ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻤﻮﻃﺄ )ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.(
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ: ﺃﻋﺰَّ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻜﻢ، ﻓﺈﻥ
ﺃﻋﺰﺯﺗﻤﻮﻩ ﻋﺰ، ﻭﺇﻥ ﺃﺫﻟﻠﺘﻤﻮﻩ ﺫﻝ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻳﺆﺗَﻰ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ: ﺻﺪﻗﺖَ، ﺛﻢ ﻭﺟَّﻪ ﺣﺪﻳﺜﻪ
ﺇﻟﻰ ﻭﻟﺪﻳﻪ ﻗﺎﺋﻼ: ﺍﺫﻫﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺣﺘﻰ
ﺗﺴﻤﻌﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ:
ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺴﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ، ﻭﻻ ﻳﺘﻘﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺒﻞ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺫﻟﻚ.
*ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺰﺓ؟
ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻃﻦ
ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ. ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ
ﺃﻋﺰﺍﺀ، ﻻ ﻧﺬﻝ ﻭﻻ ﻧﺨﻀﻊ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ،
ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ،
ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻌﺘﺰ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﺭﺑﻪ، ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﺰﺓ
ﻓﻲ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ،- ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ
ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺫﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:-
ﻛﻨﺎ ﺃﺫﻻﺀ، ﻓﺄﻋﺰﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺈﻥ ﺍﺑﺘﻐﻴﻨﺎ
ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﺫﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻗﻴﻞ: ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﺰﺓ، ﻭﺍﻟﺬﻟﺔ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ
ﺫﻟﺔ.
ﻭﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﺫﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﻴﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺘﺬﻟﻞ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ
ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﻣـﻦ ﻳَﻬُﻦْ ﻳَﺴْـﻬُـﻞِ ﺍﻟﻬـﻮﺍﻥ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻣﺎ ﻟﺠُـﺮْﺡٍ ﺑﻤﻴـِّـــﺖ ﺇِﻳـــﻼﻡُ
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ:
ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗَﻌْـﺮِﻑْ ﻟﻨـﻔﺴﻚ ﺣﻘﻬﺎ
ﻫﻮﺍﻧًﺎ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻫـﻮﻧــﺎ
ﻓﻨﻔﺴﻚَ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺿﺎﻕ ﻣﺴﻜـﻦ
ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻃﻠﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺴﻜـﻨــﺎ
ﻋﺰﺓ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ،
ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻋﻤﻦ
ﻳﺸﺎﺀ} ،ﻗﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺆﺗﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﻭﺗﻨﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻤﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﻭﺗﻌﺰ
ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﻭﺗﺬﻝ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﺑﻴﺪﻙ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻧﻚ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ ] {ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.[26 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ
ﻭﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ{
]ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ.[8 :
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺰﺓ:
ﻣﻦ ﻋﺰﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺒﺎﺣًﺎ ﻟﻜﻞ
ﻃﺎﻣﻊ، ﺃﻭ ﻏﺮﺿًﺎ ﻟﻜﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﻮﻯ، ﺑﻞ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋِﺮْﺿِﻪِ ﻭﻣﺎﻟﻪ
ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺮﻓﺾ ﺇﺫﻻﻝ ﻧﻔﺴﻪ،
ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﺰﺗﻪ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ،
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،
ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﺭﺃﻳﺖَ ﺇﻥ ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻟﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻓﻼ ﺗﻌﻄِﻪِ ﻣﺎﻟﻚ.( ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻗﺎﺗﻠﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻗﺎﺗﻠْﻪ.(
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﺭﺃﻳﺖَ ﺇﻥ ﻗﺘﻠﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻓﺄﻧﺖ ﺷﻬﻴﺪ.(
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻗﺘﻠﺘُﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺤﺘﻔﻈًﺎ ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻪ؛
ﻻ ﻳﻀﻌﻒ، ﻭﻻ ﻳﻠﻴﻦ، ﻭﻻ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ
ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﻋﺰﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺎﻝٍ ﻗﻠﻴﻞ، ﺃﻭ
ﻋَﺮَﺽٍ ﺩﻧﻴﻮﻱ ﻳﺰﻭﻝ، ﻭﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ) :ﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﻏﻨﻲ ﻓﺘﻀﻌﻀﻊ
)ﺗﺬﻟﻞ( ﻟﻪ ﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺼﻴﺒﻪ، ﺫﻫﺐ ﺛﻠﺜﺎ ﺩﻳﻨﻪ،
ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ] (ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ.[
ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﺗﻪ،
ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺩﻳﻨﻪ ﻋﺰﻳﺰًﺍ ﻭﺩﻭﻟﺘﻪ ﻋﺰﻳﺰﺓ، ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ، ﻭﻳﻜﺪ ﻭﻳﺘﻌﺐ؛ ﺣﺘﻰ
ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻓﻼ ﻋﺰﺓ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺪﻭﻥ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺑﻼ
ﺗﻌﺐ.
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢﺍﻟﻐﻴﻆ.
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ﺭﺳﺘﻢ، ﻋﺮﺽ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺃﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ،
ﺃﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﻲ
ﻋﺰﺓ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ، ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﺘﻌﺜﻨﺎ
ﻟﻨﺨﺮﺝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﻣﻦ ﺟَﻮْﺭ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻝ
ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺳَﻌَﺔ
ﺍﻵﺧﺮﺓ.
*ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﻣﺎﻟﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ: ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺑﻨﺎﺅﻧﺎ
)ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻥ( ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻤﻮﻃﺄ )ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.(
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ: ﺃﻋﺰَّ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻜﻢ، ﻓﺈﻥ
ﺃﻋﺰﺯﺗﻤﻮﻩ ﻋﺰ، ﻭﺇﻥ ﺃﺫﻟﻠﺘﻤﻮﻩ ﺫﻝ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻳﺆﺗَﻰ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ: ﺻﺪﻗﺖَ، ﺛﻢ ﻭﺟَّﻪ ﺣﺪﻳﺜﻪ
ﺇﻟﻰ ﻭﻟﺪﻳﻪ ﻗﺎﺋﻼ: ﺍﺫﻫﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺣﺘﻰ
ﺗﺴﻤﻌﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ:
ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺴﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ، ﻭﻻ ﻳﺘﻘﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺒﻞ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺫﻟﻚ.
*ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺰﺓ؟
ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻃﻦ
ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ. ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ
ﺃﻋﺰﺍﺀ، ﻻ ﻧﺬﻝ ﻭﻻ ﻧﺨﻀﻊ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ،
ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ،
ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻌﺘﺰ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﺭﺑﻪ، ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﺰﺓ
ﻓﻲ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ،- ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ: ﻣﻦ
ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺫﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:-
ﻛﻨﺎ ﺃﺫﻻﺀ، ﻓﺄﻋﺰﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺈﻥ ﺍﺑﺘﻐﻴﻨﺎ
ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﺫﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻗﻴﻞ: ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﺰﺓ، ﻭﺍﻟﺬﻟﺔ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ
ﺫﻟﺔ.
ﻭﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﺫﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﻴﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺘﺬﻟﻞ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ
ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﻣـﻦ ﻳَﻬُﻦْ ﻳَﺴْـﻬُـﻞِ ﺍﻟﻬـﻮﺍﻥ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻣﺎ ﻟﺠُـﺮْﺡٍ ﺑﻤﻴـِّـــﺖ ﺇِﻳـــﻼﻡُ
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ:
ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗَﻌْـﺮِﻑْ ﻟﻨـﻔﺴﻚ ﺣﻘﻬﺎ
ﻫﻮﺍﻧًﺎ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻫـﻮﻧــﺎ
ﻓﻨﻔﺴﻚَ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺿﺎﻕ ﻣﺴﻜـﻦ
ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻃﻠﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺴﻜـﻨــﺎ
ﻋﺰﺓ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ،
ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻋﻤﻦ
ﻳﺸﺎﺀ} ،ﻗﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺆﺗﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﻭﺗﻨﺰﻉ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻤﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﻭﺗﻌﺰ
ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﻭﺗﺬﻝ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺀ ﺑﻴﺪﻙ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻧﻚ
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ ] {ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.[26 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ
ﻭﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ{
]ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ.[8 :
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺰﺓ:
ﻣﻦ ﻋﺰﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺒﺎﺣًﺎ ﻟﻜﻞ
ﻃﺎﻣﻊ، ﺃﻭ ﻏﺮﺿًﺎ ﻟﻜﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﻮﻯ، ﺑﻞ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋِﺮْﺿِﻪِ ﻭﻣﺎﻟﻪ
ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺮﻓﺾ ﺇﺫﻻﻝ ﻧﻔﺴﻪ،
ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻋﺰﺗﻪ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ،
ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،
ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﺭﺃﻳﺖَ ﺇﻥ ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ
ﻳﺮﻳﺪ ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻟﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻓﻼ ﺗﻌﻄِﻪِ ﻣﺎﻟﻚ.( ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻗﺎﺗﻠﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻗﺎﺗﻠْﻪ.(
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﺭﺃﻳﺖَ ﺇﻥ ﻗﺘﻠﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻓﺄﻧﺖ ﺷﻬﻴﺪ.(
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻗﺘﻠﺘُﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺤﺘﻔﻈًﺎ ﺑﻜﺮﺍﻣﺘﻪ؛
ﻻ ﻳﻀﻌﻒ، ﻭﻻ ﻳﻠﻴﻦ، ﻭﻻ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ
ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﻋﺰﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺎﻝٍ ﻗﻠﻴﻞ، ﺃﻭ
ﻋَﺮَﺽٍ ﺩﻧﻴﻮﻱ ﻳﺰﻭﻝ، ﻭﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ) :ﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﻏﻨﻲ ﻓﺘﻀﻌﻀﻊ
)ﺗﺬﻟﻞ( ﻟﻪ ﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺼﻴﺒﻪ، ﺫﻫﺐ ﺛﻠﺜﺎ ﺩﻳﻨﻪ،
ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ] (ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ.[
ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﺗﻪ،
ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺩﻳﻨﻪ ﻋﺰﻳﺰًﺍ ﻭﺩﻭﻟﺘﻪ ﻋﺰﻳﺰﺓ، ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ، ﻭﻳﻜﺪ ﻭﻳﺘﻌﺐ؛ ﺣﺘﻰ
ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻓﻼ ﻋﺰﺓ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺪﻭﻥ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺑﻼ
ﺗﻌﺐ.
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ