ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﺴﺘﺮ
ﻳُﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ- ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻛﺎﺗﺐ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﺨﻤﺮ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﻮﻣًﺎ
ﻟﻌﻘﺒﺔ: ﺇﻥَّ ﻟﻨﺎ ﺟﻴﺮﺍﻧًﺎ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﺨﻤﺮ،
ﻭﺳﺄﺑﻠﻎ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﻴﺄﺧﺬﻭﻫﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ
ﻋﻘﺒﺔ: ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻭﻋِﻈْﻬُﻢْ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ:
ﺇﻧﻲ ﻧﻬﻴﺘﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺘﻬﻮﺍ، ﻭﺃﻧﺎ ﺩﺍﻉٍ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﻴﺄﺧﺬﻭﻫﻢ، ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﻋﻘﺎﺏ
ﻟﻬﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻘﺒﺔ: ﻭﻳﺤﻚ. ﻻ ﺗﻔﻌﻞ؛
ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖُ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ) :ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻋﻮﺭﺓ ﻓﺴﺘﺮﻫﺎ
ﻛﺎﻥ ﻛﻤﻦ ﺃﺣﻴﺎ ﻣﻮﺀﻭﺩﺓ] (ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ.[
*ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ- ﺟﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ،
ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ- ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﺟﺎﻟﺴﻮﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺭﻳﺤًﺎ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ
ﺻﺎﺣﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﺘﻮﺿﺄ، ﻓﻘﺎﻝ
ﺟﺮﻳﺮ ﻟﻌﻤﺮ: ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺃﻭ ﻳﺘﻮﺿﺄ
ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺟﻤﻴﻌًﺎ. ﻓﺴُﺮَّ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ
ﻣﻦ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ. ﻧِﻌْﻢَ ﺍﻟﺴﻴﺪ
ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ
ﺍﻹﺳﻼﻡ.
*ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺘﺮ؟
ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻫﻮ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺯﻻﺕ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﻴﻮﺑﻬﻢ.
ﺳﺘﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ:
ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﺳِﺘِّﻴﺮ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺴﺘﺮ، ﻭﻳﺴﺘﺮ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻳﺪﻧﻮ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ
ﺭﺑﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻋﻤﻠﺖَ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ:
ﻧﻌﻢ. ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ:
ﻧﻌﻢ. ﻓﻴﻘﺮﺭﻩ، ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻲ ﺳﺘﺮﺕُ
ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻏﻔﺮﻫﺎ ﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ(
]ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ -
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﺣَﻴِﻲ ﺳﺘِّﻴﺮ، ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ] (ﺃﺑﻮﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺃﺣﻤﺪ.[
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺴﺘﺮ:
ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻟﻪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻣﻨﻬﺎ:
ﺳﺘﺮ ﺍﻟﻌﻮﺭﺍﺕ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺴﺘﺮ ﻋﻮﺭﺗﻪ، ﻭﻻ
ﻳﻜﺸﻔﻬﺎ ﻷﺣﺪ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻟﻔﺮﻭﺟﻬﻢ
ﺣﺎﻓﻈﻮﻥ . ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ
ﺃﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻮﻣﻴﻦ] {ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ:
.[6-5
ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻳﺎ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﻮﺭﺍﺗﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺄﺗﻲ ﻭﻣﺎ ﻧﺬﺭ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﺣﻔﻆ
ﻋﻮﺭﺗﻚ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻚ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﻳﻤﻴﻨﻚ(
.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ: ﻳﺎ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ
ﺍﺳﺘﻄﻌﺖَ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺃﺣﺪ، ﻓﻼ ﻳﺮﻳﻨَّﻬﺎ.(
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺧﺎﻟﻴًﺎ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻓﺎﻟﻠﻪ
ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻴﺎ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ(
]ﺃﺑﻮﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻻ
ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻭﻻ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ
ﻛﺸﻒٍ ﻟﻌﻮﺭﺍﺗﻬﻦ، ﻭﻋﺪﻡ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺯﻳﻨﺘﻬﻦ،
ﻭﺧﺮﻭﺝ ﺑﻼ ﺃﺩﺏ ﻭﻻ ﺣﺸﻤﺔ، ﺑﻜﻞ ﺳﻔﻮﺭ
ﻭﺗﺒﺮﺝ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﺛﻢ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺫﻧﺐ ﻋﻈﻴﻢ،
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﺔ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ
ﺫﻟﻚ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﻮﻥ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﺗﻠﺘﺰﻡ
ﺑﺤﺠﺎﺑﻬﺎ.
ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻏﺘﺴﺎﻝ: ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺤﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺘﺮ؛
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻄَّﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﺃﺣﺪ ﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻪ
ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﺍﺳﺘﺘﺮ ﻋﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺛﻢ ﺍﻏﺘﺴﻞ.
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ
-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﺣﻴﻲ ﺳﺘﻴﺮ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻏﺘﺴﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﺴﺘﺘﺮ(
]ﺃﺑﻮﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺃﺣﻤﺪ.[
ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻋﻨﺪ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ: ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻮﻝ ﺃﻭ ﻏﺎﺋﻂ )ﺑﺮﺍﺯ(
، ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﻓﻴﻪ
ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺮﺿﺔ
ﻷﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺪ ﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﺴﻤﻊ
ﺻﻮﺕ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻳﻌﺬﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻳﻬﻤﺎ، ﻓﻘﺎﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴﻌﺬﺑﺎﻥ،
ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺬﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺒﻴﺮ؛ ﺃﻣﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻻ
ﻳﺴﺘﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻜﺎﻥ
ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﺳﺘﺮ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺴﺘﺮ ﻣﺎ
ﻳﺪﻭﺭ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻪ، ﻓﻼ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻤﺎ
ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺧﺎﺻﺔ،
ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ ﺑﻜﺘﻤﺎﻧﻬﺎ، ﻭﻋﺪَّﻫﺎ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻻ
ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﺨﻮﻧﻬﺎ ﺑﻜﺸﻔﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﻫﺎ.
ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺮ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻳُﻔْﻀِﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ، ﻭﺗُﻔْﻀِﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﻳَﻨْﺸُﺮُ
ﺳﺮﻫﺎ] (ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺃﺑﻮﺩﺍﻭﺩ.[
ﺳﺘﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﺼﺪﻗﺘﻪ
ﺇﻻ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ،- ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻳﺴﺘﺮﻫﺎ
ﻭﻳﺨﻔﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ -
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ،- ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ} :-ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﺮًّﺍ
ﻭﻋﻼﻧﻴﺔ ﻓﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻻ
ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:
.[274
ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﻥ ﺃَﺣَﺪَ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻠُّﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ
ﻇﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺭﺟُﻞٌ ﺗﺼﺪﻕ ﺑﺼﺪﻗﺔ
ﻓﺄﺧﻔﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻨﻔﻖ
ﻳﻤﻴﻨﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
)ﺻﺪﻗﺔ ﺍﻟﺴﺮ ﺗﻄﻔﺊ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺮﺏ(
]ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ.[
ﺳﺘﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ
ﻧﻮﻣﻪ ﺭﺅﻳﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻠﻴﺴﺘﺒﺸﺮ ﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ
ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻴﺬﻛﺮﻫﺎ ﻟﻤﻦ ﺃﺣﺐ ﻣﻦ
ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺭﺅﻳﺎ ﺳﻴﺌﺔ
ﻳﻜﺮﻫﻬﺎ ﻓﻠﻴﺘﻔﻞ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ،
ﻭﻳﺘﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ، ﻭﻻ
ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻷﺣﺪ، ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ،
ﻭﻻ ﺗﻀﺮﻩ.
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
)ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺤﻠﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﻜﺮﻫﻪ
ﻓﻠﻴﻨﻔﺚ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﺇﺫﺍ
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ، ﻭﻟﻴﺘﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﻟﻦ ﺗﻀﺮﻩ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﺳﺘﺮ ﻭﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ: ﺇﺫﺍ ﺗﺤﺪﺙ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸَﺮٍّ، ﺃﻭ ﻧﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ
ﺑﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﺷﺪﻩ؛ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺟﺎﻝ ﺑﺨﺎﻃﺮﻩ ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺛﺘْﻪ ﺑﻪ
ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﺗﺠﺎﻭﺯ
ﻷﻣﺘﻲ ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖْ ﺑﻪ ﺃﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ
ﺃﻭ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ] (ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺴﺘﺮ:
ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮ ﺃﺧﺎﻩ، ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺷﺮﻭﻃًﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻋﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺳﺘﺮﻩ؛ ﺣﺘﻰ
ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻨﻪ،
ﻭﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ:
* ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪﻩ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﻪ؛
ﻓﻴﺴﺘﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺧﺎﻩ ﻋﻨﺪ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻠﻤﻌﺼﻴﺔ
ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ، ﺑﺄﻻ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﺄﻥ ﻓﻼﻧًﺎ
ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ.
* ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﺗﻀﺮ ﺃﺣﺪًﺍ ﺳﻮﺍﻩ، ﺃﻣﺎ
ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻬﻨﺎ ﻳﺠﺐ
ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻹﺯﺍﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ
ﻣﻦ ﺿﺮﺭ.
* ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻹﺻﻼﺡ ﺣﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﻭﻳﺘﻮﺏ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ،- ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭ
ﻣﻤﻦ ﻳُﺼِﺮُّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ،
ﻭﻣﻤﻦ ﻳﻔﺴﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻬﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﺪﻡ
ﺳﺘﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﺿﺮﺭ
ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻳﺘﻤﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ.
* ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻹﺫﻻﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭ
ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻭﺗﻌﻴﻴﺮﻩ ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ.
* ﺃﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺇﺫﺍ
ﻃﻠﺒﺖ} ،ﻭﻻ ﺗﻜﺘﻤﻮﺍ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﻣﻦ ﻳﻜﺘﻤﻬﺎ
ﻓﺈﻧﻪ ﺁﺛﻢ ﻗﻠﺒﻪ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[283 :
* ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻣﺮﻫﻮﻥ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ
ﺗﺮﺩ ﻓﺎﻟﺴﺎﺗﺮ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﺿﻴﺎﻉ ﺣﻖ ﺍﻟﻐﻴﺮ.
ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺴﺘﺮ:
ﺣﺚَّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﺳﺘﺮ ﺍﻟﻌﻮﺭﺍﺕ؛ ﻓﻘﺎﻝ) :ﻻ ﻳﺴﺘﺮ ﻋﺒﺪٌ ﻋﺒﺪًﺍ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﺳﺘﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ(
]ﻣﺴﻠﻢ.[ ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
)ﻣﻦ ﺳﺘﺮ ﻋﻮﺭﺓ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺳﺘﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻮﺭﺗﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ] (ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ.[
ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﺎ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺳﺘﺮ ﻷﺧﻴﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻳﻀًﺎ، ﻓﻘﺪ
ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻭﻣﻦ ﺳﺘﺮ
ﻣﺴﻠﻤًﺎ ﺳﺘﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ(
]ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ ﺛﻮﺍﺑﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻻ ﻳﺮﻯ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﻦ
ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻮﺭﺓ ﻓﻴﺴﺘﺮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﺇﻻ ﺃﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ] (ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ.[
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫَﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ:
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺫﻧﺒًﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺎﺩﺭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ؛ ﺣﺘﻰ
ﻳﻌﺎﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ
ﻳﻨﺪﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻧﻮﺑﻬﻢ ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺘﺒﺎﻫﻮﻥ
ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﻌﺎﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﻗﺪ ﺳﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﻳﻦ، ﻓﻘﺎﻝ) :ﻛﻞ ﺃﻣﺘﻲ
ﻣﻌﺎﻓًﻰ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ، ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻋﻤﻼ
ﺛﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﻗﺪ ﺳﺘﺮﻩ ﺭﺑﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻓﻼﻥ،
ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖُ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﻭﻗﺪ ﺑﺎﺕ
ﻳﺴﺘﺮﻩ ﺭﺑﻪ، ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻳﻜﺸﻒ ﺳﺘﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ] (ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺸﻴﻌﻮﻥ
ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ، ﻓﺈﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻷﻟﻴﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ} :ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺸﻴﻊ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ] {ﺍﻟﻨﻮﺭ.[19 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻭﻣﻦ
ﻛﺸﻒ ﻋﻮﺭﺓ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻮﺭﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻀﺤﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ] (ﺍﺑﻦ
ﻣﺎﺟﻪ.[
ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺴﺘﺮ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ
ﺍﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ) :ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ
ﻳﻈﻠﻤﻪ ﻭﻻ ﻳُﺴْﻠِﻤُﻪ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ
ﺃﺧﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ﻭﻣﻦ ﻓﺮَّﺝ ﻋﻦ
ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺮﺑﺔ ﻓﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺮﺑﺔ ﻣﻦ
ﻛﺮﺑﺎﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻣﻦ ﺳﺘـﺮ ﻣﺴﻠﻤًﺎ
ﺳﺘﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻳـﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ] (ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ