ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ
ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻳﺨﺪﻡ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻓﻲ
ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ
ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﺄﺗﻰ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻛﻠﻒ
ﺃﻧﺴًﺎ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﻣﺎ. ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﻔﺬ ﺃﻧﺲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ
ﺗﺄﺧﺮﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﺑﻌﺜﻨﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ: ﻣﺎ
ﺣﺎﺟﺘﻪ؟ ﻓﻠﻢ ﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺃﻧﺲ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻬﺎ
ﺳِﺮٌّ. ﻓﺴﻌﺪﺕ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻭﺃُﻋﺠﺒﺖْ ﺑﻜﺘﻤﺎﻧﻪ
ﻟﻠﺴﺮ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻻ ﺗﺨﺒﺮﻥَّ ﺑﺴﺮ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺣﺪًﺍ] .ﻣﺴﻠﻢ.[
*ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﻮﻓﻲ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺣﻔﺼﺔ ﺑﻨﺖ
ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ،-
ﻋﺮﺽ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺃﻥ
ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ: ﺳﺄﻧﻈﺮ ﻓﻲ
ﺃﻣﺮﻱ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻘﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥُ ﻋﻤﺮَ، ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ: ﺑﺪﺍ ﻟﻲ ﺃﻻ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺍﻵﻥ. ﺛﻢ ﻋﺮﺽ ﻋﻤﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ
ﺣﻔﺼﺔ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭ
ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ، ﻓﻐﻀﺐ ﻋﻤﺮ ﻣﻨﻪ.
ﻭﺑﻌﺪ ﻟﻴﺎﻝٍ، ﺧﻄﺒﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺰﻭَّﺟﻬﺎ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ، ﻓﻠﻘﻴﻪ ﺃﺑﻮ
ﺑﻜﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻟﻌﻠﻚ ﻭَﺟَﺪْﺕَ ﻋﻠﻲ )ﻏﻀﺒﺖَ
ﻣﻨﻲ( ﺣﻴﻦ ﻋﺮﺿﺖَ ﻋﻠﻲ ﺣﻔﺼﺔ ﻓﻠﻢ
ﺃَﺭْﺟِﻊْ ﺇﻟﻴﻚ ﺷﻴﺌًﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ: ﻧﻌﻢ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﺟﻊ
ﺇﻟﻴﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﺣﻴﻦ ﻋﺮﺿﺘَﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻻ ﺃﻧﻲ
ﺳﻤﻌﺖُ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ )ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ،( ﻭﻟﻢ
ﺃﻛﻦ ﻷﻓﺸﻲ ﺳﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻨﻜﺤﺘُﻬﺎ
)ﺗﺰﻭﺟﺘُﻬﺎ]_.(ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
*ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ؟
ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﻫﻮ ﺣﻔﻆ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ، ﻭﺇﺧﻔﺎﺀ ﻣﺎ ﻻ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ.
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ:
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ
ﻳﻠﺘﺰﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ، ﻭﻻ ﻳﻈﻬﺮﻫﺎ
ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ:
ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﺴﺮ
ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺧﺎﺻًّﺎ ﺑﻪ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ
ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺍﺋﺘﻤﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻜﻮﻥ
ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻋﻠﻦ
ﺳﺮﻩ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒًﺎ ﻓﻲ
ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﻤﻀﺎﺭ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺭ.
ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﺴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ
ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺜﻘﻮﻥ ﺑﻪ
ﻭﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺍﻗﺘﻪ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺸﻮﻥ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺳﻴﻜﺮﻫﻮﻧﻪ ﻭﻟﻦ ﻳﺜﻘﻮﺍ ﺑﻪ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﺫﺍ ﺣﺪَّﺙ ﺍﻟﺮﺟﻞُ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚَ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻓﻬﻲ ﺃﻣﺎﻧﺔ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ
ﺃﺭﺍﺩ ﻏﺰﻭﺓ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺒﺮ ﺃﺣﺪًﺍ ﺑﻮﻗﺘﻬﺎ ﻭﻻ
ﺑﻤﻜﺎﻧﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﻬﺰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻳﺴﺘﻌﺪ
ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ.
ﻭﻣﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﻢ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﻋﺪﻡ
ﺇﻓﺸﺎﺋﻪ: ﻣﻦ ﺃﻓﺸﻰ ﺳﺮﻩ ﺃﻓﺴﺪ ﺃﻣﺮﻩ،
ﻭﻣﻦ ﻛﺘﻢ ﺳﺮﻩ ﻣﻠﻚ ﺃﻣﺮﻩ. ﻭﻗﻴﻞ: ﺃﺿﻌﻒ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻋﻦ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺳﺮﻩ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:-
ﻣﻦ ﻛﺘﻢ ﺳﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ.
ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻓﺸﻴﺖُ ﺳﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﻗﻂ
ﻓﻠﻤﺘُﻪ؛ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺻﺪﺭﻱ ﺑﻪ ﺃَﺿْﻴَﻖ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:- ﺳﺮﻙ
ﺃﺳﻴﺮﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻜﻠﻤﺖَ ﺑﻪ ﺻﺮﺕَ ﺃﺳﻴﺮﻩ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﺇﺫﺍ ﺍﻟﻤـﺮﺀ ﺃَﻓْـﺸَﻲ ﺳِـﺮَّﻩُ ﺑﻠﺴﺎﻧــﻪ
ﻭﻻﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮَﻩُ ﻓَﻬـﻮ ﺃﺣـﻤـــﻖُ
ﺇﺫﺍ ﺿﺎﻕ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻦ ﺳﺮ ﻧﻔـﺴـﻪ
ﻓﺼـﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺴْﺘَﻮْﺩَﻉُ ﺍﻟﺴِّﺮَّ ﺃَﺿْﻴَـﻖُ
ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ: ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ
ﺑﻌﻤﻞ ﻭﻳﺆﺩﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻭﺟﻪ، ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ
ﻳﻜﺘﻤﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻔﺬﻩ ﺃﻭ ﻳﻨﻬﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳُﺤﺪِّﺙ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﻌﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺻﻲ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﻤﺎﻥ
ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ، ﻓﻘﺎﻝ) :ﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻮﺍ
ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ ﺑﺎﻟﻜﺘﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﻛﻞ
ﺫﻱ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﺤﺴﻮﺩ] (ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ[
.
ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ: ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ
ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ
ﻳﻜﺘﻤﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻔﺸﻴﻬﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ؛ ﻓﻼ ﻳﺘﺤﺪﺙ
ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ
ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ،
ﻓﻼ ﻳﻔﺸﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﺃﻣﺎﻧﺔ.
ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃَﺷَﺮِّ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻳُﻔْﻀِﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺗﻔﻀﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﻳﻨﺸﺮ
ﺳﺮﻫﺎ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻛﺘﻤﺎﻥ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ: ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﺆﺫﻳﻬﻢ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ
ﻳﺴﺘﺮ ﻋﻮﺭﺍﺗﻬﻢ، ﻭﻳﻐﺾ ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻦ
ﻣﺤﺎﺭﻣﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺗﻮﻋﺪ ﺍﻟـﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧـﻪ- ﻣﻦ
ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻬﺘـﻚ ﺃﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ
ﺍﻷﻟﻴﻢ، ﻓﻘﺎﻝ} :ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺸﻴﻊ
ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ
ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ] {ﺍﻟﻨﻮﺭ.[19 :
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺑﺪﺭﺕ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ
ﺫﻧﺒًﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺪﺙ
ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳﺴﺎﺭﻉ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻋﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ،
ﺃﻣﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮﻭﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻳﻔﻌﻠﻮﻥ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﻘﺪ ﺳﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺠﺎﻫﺮﻳﻦ، ﻻ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﻋﻔﻮ
ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ،- ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﻛﻞ ﺃﻣﺘﻲ ﻣﻌﺎﻓًﻰ ﺇﻻ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺃﻥ
ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻋﻤﻼ، ﺛﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﻗﺪ
ﺳﺘﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﻋﻤﻠﺖُ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ
ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻭﻗﺪ ﺑﺎﺕ ﻳﺴﺘﺮﻩ ﺭﺑﻪ، ﻭﻳﺼﺒﺢ
ﻳﻜﺸﻒ ﺳﺘﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ.(
]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ:
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺃﻣﺮًﺍ ﻣﻄﻠﻮﺑًﺎ، ﻭﺣﺚ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﻣﻮﺭًﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻢ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ
ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳُﺤَﺪِّﺙ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ
ﻭﺇﻻ ﺃﺛﻢ ﻭﺍﺭﺗﻜﺐ ﻭﺯﺭًﺍ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ:
ﺍﻟﺸـﻬﺎﺩﺓ: ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻢ
ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻯ، ﻭﻗﺪ
ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﺑﻌﺪﻡ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ،
ﻓﻘﺎﻝ} :ﻭﻻ ﺗﻜﺘﻤﻮﺍ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﻣﻦ ﻳﻜﺘﻤﻬﺎ
ﻓﺈﻧﻪ ﺁﺛﻢ ﻗﻠﺒﻪ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[283 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻣﻦ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﻢ
ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﺎﻓﻞ ﻋﻤﺎ
ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[140 :
ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ: ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ
ﻳﺒﻴﻦ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻠﻌﺘﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﻓﻲ
ﺑﻴﻌﻪ، ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﻟﻪ ﻓﻲ
ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﻟْﺒَﻴِّﻌﺎﻥ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻔﺮﻗﺎ،
ﻓﺈﻥ ﺻﺪﻗﺎ ﻭﺑﻴَّﻨﺎ ﺑُﻮﺭِﻙَ ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻌﻬﻤﺎ،
ﻭﺇﻥ ﻛﺘﻤﺎ ﻭﻛﺬﺑﺎ ﻣُﺤِﻘﺖ ﺑﺮﻛﺔ ﺑﻴﻌﻬﻤﺎ(
]ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.[
ﺍﻟﻌﻠﻢ: ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ؛
ﻷﻥ ﻛﺘﻤﺎﻧﻪ ﺫﻧﺐ ﻋﻈﻴﻢ ﻳُﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺷﺪ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻟﻌﻨﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﻤﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﺪﻯ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﻠﻌﻨﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻳﻠﻌﻨﻬﻢ ﺍﻟﻼﻋﻨﻮﻥ] {ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[159 :
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﻻ ﺗﻠﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ
ﻭﺗﻜﺘﻤﻮﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ.{
]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ.[42 :
ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻛﺎﺗﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻤﻪ
ﻟﺠﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ؛ ﻷﻧﻪ ﻛﺘﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﺨﻞ ﺑﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻳﻘﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ) :ﻣﻦ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﻓﻜﺘﻤﻪ،
ﺃﻟﺠﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻠﺠﺎﻡ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ] (ﺃﺑﻮ
ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ.[ ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﺗﻤًﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺷﻬﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺤﻖ.
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ