ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﺘﺄﻧﻲ
ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ
ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﻖ
ﻟﻴﺠﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺑﺼﺮﻭﻩ ﻗﺎﺩﻣًﺎ، ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻧﺤﻮﻩ
ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ؛ ﻓﻈﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻧﺤﻮﻩ
ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﻩ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺍﺭﺗﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﺭﺟﻊ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ،
ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ.
ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﺎﻟﺪ
ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻭﻣﻌﻪ ﺟﻴﺶ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻧﻲ، ﻭﺃﻻ
ﻳﺘﺴﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻝ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ﺣﺘﻰ
ﻳﺘﺒﻴﻨﻮﺍ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻟﻴﻌﺮﻑ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﻳﻬﺎﺟﻤﻬﻢ؛ ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻫﻢ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺃﻥ
ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻣﺘﻤﺴﻜﻴﻦ
ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﻮﻫﻢ
ﻳﺆﺫﻧﻮﻥ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﻧﻬﺎ، ﻓﻌﺎﺩ ﺧﺎﻟﺪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﻭﻥ
ﻗﺘﺎﻝ، ﻟﻴﺨﺒﺮﻩ ﺃﻥ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ﻣﺎ
ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻼﻣﻬﻢ.
ﻭﻧﺰﻝ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ} :-ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺇﻥ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻨﺒﺄ ﻓﺘﺒﻴﻨﻮﺍ ﺃﻥ
ﺗﺼﻴﺒﻮﺍ ﻗﻮﻣًﺎ ﺑﺠﻬﺎﻟﺔ ﻓﺘﺼﺒﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﻓﻌﻠﺘﻢ ﻧﺎﺩﻣﻴﻦ] {ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ.[6 :
*ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﺩﻋﻮﺓ
ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺤﺎﺭﺑﻬﻢ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ
ﻫﺰﻣﻬﻢ، ﻭﻓﺮَّ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ؛ ﻓﺘﺒﻌﻪ ﺃﺳﺎﻣﺔ
ﻭﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ؛ ﻭﻟـﻤَّـﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻔﺎﺭِّ، ﻭﺃﻭﺷﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻠﻪ. ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻜﻒ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ
ﻭﺗﺮﻛﻪ، ﺃﻣَّﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﻓﻈﻦ ﺃﻧَّﻪ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ
ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﻓﻄﻌﻨﻪ ﺑﺮﻣﺤﻪ،
ﻓﻘﺘﻠﻪ.
ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ، ﻓﻘﺎﻝ) :ﻳﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔ،
ﺃﻗﺘﻠﺘَﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ؟.(! ﻓﺄﺟﺎﺏ
ﺃﺳﺎﻣﺔ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﻮﺫًﺍ
)ﺃﻱ: ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻴﻨﺠﻮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ؛( ﻓﻜﺮﺭ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﻮﻟﻪ:
)ﺃﻗﺘﻠﺘَﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ؟.(
ﻗﺎﻝ ﺃﺳﺎﻣﺔ: ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻜﺮﺭﻫﺎ، ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻨﻴﺖُ
ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺳﻠﻤﺖُ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
]ﻣﺴﻠﻢ.[
*ﻭﻗﻊ ﺳُﻬَﻴْﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﺳﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﺧﻄﻴﺒًﺎ ﻣﻔﻮَّﻫًﺎ
ﺑﻠﻴﻐًﺎ، ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ- ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻊ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﻳﺨﻄُﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﻳﺤﺮِّﺽ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﺋﻼ: ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻧﺰﻉ ﺛﻨﻴﺘﻲ
ﺳﻬﻴﻞ؛ ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺧﻄﻴﺒًﺎ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺩﻋﻬﺎ؛
ﻓﻠﻌﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺗَﺴُﺮَّﻙ ﻳﻮﻣًﺎ.(
ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﺃﺳﻠﻢ ﺳﻬﻴﻞ، ﻭﺣﺴﻦ
ﺇﺳﻼﻣﻪ، ﻭﻟﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺪﻭﺍ ﻋﻦ
ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻡ ﺳﻬﻴﻞ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-
ﻳﺨﻄﺐ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻳﺤﺜﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻓﺴﻤﻌﻮﺍ
ﻟﻪ ﻭﺃﻃﺎﻋﻮﺍ.
*ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﻧﻲ؟
ﺍﻟﺘﺄﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺘَّﺜَﺒُّﺖ ﻭﺍﻟﺘﻤﻬُّﻞ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺠُّﻞ.
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﻤﻬﻞ
ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭﻩ ﻛﻠﻬﺎ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻬﻤﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﺄﻥٍّ ﻭﺇﺧﻼﺹ
ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ:- ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺍﻃﻠﺐ
ﺗﺠﻮﻳﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻢ
ﻓﺮﻍ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺗﻘﺎﻧﻪ ﻭﺟﻮﺩﺗﻪ.
ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﺘﺄﻧﻰ ﻓﻲ ﻣﺬﺍﻛﺮﺗﻪ، ﻭﻳﻔﻬﻢ
ﺩﺭﻭﺳﻪ ﺟﻴﺪًﺍ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ:
ﻣﻦ ﺃﺳﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺣﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ: ﻣﻦ ﺗﺄﻧَّﻰ ﻧﺎﻝ ﻣﺎ ﺗﻤﻨﻰ.
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺨﺸﻊ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ، ﻭﻳﺆﺩﻳﻬﺎ
ﺑﺘﻤﻬﻞ ﻭﺗﺄﻥٍّ ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻠﻴَّﺎ
ﺻﻠﻰ ﻓﻲ ﺧﻀﻮﻉ ﻭﺧﺸﻮﻉ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺭﺑﻪ ﺩﻋﺎﻩ ﻓﻲ
ﺗﻀﺮﻉ ﻭﺗﺬﻟﻞ، ﻳﺒﺪﺃ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺗﻤﺠﻴﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻓﻘﺪ
ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺟﻼ
ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺠﺪ ﺍﻟﻠﻪ -
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﻭﻟﻢ ﻳﺼﻞِّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ) :ﻋَﺠِﻠْﺖَ ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ.(
ﻭﺳﻤﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺭﺟﻼ ﻳﺼﻠﻰ ﻓﻤﺠَّﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻤﺪﻩ، ﻭﺻﻠﻰ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ
ﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﺩﻉُ ﺗُﺠَﺐْ،
ﻭﺳﻞ ﺗُﻌْﻂَ] (ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ.[
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻻ ﻳﺘﻌﺠﻞ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ،
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
)ﻳُﺴْﺘَﺠَﺎﺏُ ﻷﺣﺪﻛﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳَﻌْﺠَﻞ؛ ﻳﻘﻮﻝ:
ﺩﻋﻮﺕُ، ﻓﻠﻢ ﻳُﺴْﺘَﺠَﺐْ ﻟﻲ(
]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﺄﻧﻲ:
ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﻟﺴَّﻤْﺖُ
ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺆﺩﺓ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ
ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ(
]ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻷﺣﺪ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ) :ﺇﻥَّ ﻓﻴﻚ ﺧﺼﻠﺘﻴﻦ ﻳُﺤِﺒُّﻬُﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺍﻟﺤـﻠﻢ، ﻭﺍﻷﻧﺎﺓ] (ﻣﺴﻠﻢ.[
ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﻷﻧﺎﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟْﻌَﺠَﻠَﺔُ )ﺍﻟﺘﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ(
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ:
ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ؛
ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺇﻥ
ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻨﺒﺄ ﻓﺘﺒﻴﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺒﻮﺍ
ﻗﻮﻣًﺎ ﺑﺠﻬﺎﻟﺔ ﻓﺘﺼﺒﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻢ
ﻧﺎﺩﻣﻴﻦ] {ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ.[37 :
ﻭﻗﻴﻞ: ﺇﻥ ﺍﻟﻤُﻨْﺒَﺖَّ ﻻ ﺃﺭﺿًﺎ ﻗﻄﻊ، ﻭﻻ ﻇﻬﺮًﺍ
ﺃﺑﻘﻰ )ﺃﻱ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ ﺩﺍﺑﺘﻪ؛
ﻓﻴﻀﺮﺑﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﺼﻞ ﺳﺮﻳﻌًﺎ، ﻓﺈﻧﻪ
ﺑﺎﺳﺘﻌﺠﺎﻟﻪ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺩﻩ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺢ
ﺩﺍﺑﺘﻪ، ﻭﻗﺪ ﺗﻬﻠﻚ ﻣﻨﻪ.(
ﻭﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﺭﻛﺐ ﺍﻟْﻌَﺠَﻞَ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﺰﻟﻞ.
ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ:
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺧﻴﺮًﺍ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺪﻡ
ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﺘﺄﺧﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ
ﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﺼﺪﻗﺔ، ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻉ ﻓﻲ
ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ. ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ
ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺩﺭ ﺑﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :ﺍﻟﺘُّﺆﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﺇﻻ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻵﺧﺮﺓ] (ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ.[
ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺑﺘﻌﺠﻴﻞ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ؛ ﻓﻘﺎﻝ) :ﻻ
ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﻋَﺠَّﻠﻮُﺍ ﺍﻟﻔﻄﺮ(
]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.[
ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺄﻥٍّ ﻓﻲ
ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ، ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ
ﻭﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻋﺪﺕ
ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ] {ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.[133 :
ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﻮﺯ
ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ، ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،
ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺘﺄﻧﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺘﻤﻬﻞ.
1
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻢ