ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ: ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ؛
ﻓﺈﻥ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﻮﻗﻴﻌﺔ ﺑﻴْﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ
"ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ" ﻭ"ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ" ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﺣﺪﺗﻬﺎ؛ ﻟﻀﺮﺏ
ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻜﻞ، ﻓﺘﺴﻘﻂ ﻓﻲ
ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻫﻢ
ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻣِﻦ: ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ،
ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ؛ ﻓﻬﻞ ﻣِﻦ ﻣﺘﺒﺼﺮ؟!
ﺍﻟﻨﺰﻍ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺶ:
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ:- )ﻭَﻗُﻞْ ﻟِﻌِﺒَﺎﺩِﻱ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﺍ
ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻫِﻲَ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥَ ﻳَﻨْﺰَﻍُ
ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥَ ﻛَﺎﻥَ ﻟِﻺِﻧْﺴَﺎﻥِ ﻋَﺪُﻭًّﺍ
ﻣُﺒِﻴﻨًﺎ( )ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ:53(، ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:- )ﺇِﻥَّ
ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥَ ﻗَﺪْ ﺃَﻳِﺲَ ﺃَﻥْ ﻳَﻌْﺒُﺪَﻩُ ﺍﻟْﻤُﺼَﻠُّﻮﻥَ
ﻓِﻲ ﺟَﺰِﻳﺮَﺓِ ﺍﻟْﻌَﺮَﺏِ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻓِﻲ
ﺍﻟﺘَّﺤْﺮِﻳﺶِ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ) (ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ.(
ﺇﻥ ﻣﻘﺎﻝ "ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ" ﻟﻴﺲ ﺇﻻ
ﻣﺜﺎﻻً ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺌﺔ
ﻟﻠﻮﻗﻴﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،
ﻭﻟﻸﺳﻒ.. ﺍﻧﺰﻟﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﺒﺮ
ﻓﺼﻴﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻻ
ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻠﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ!
ﻓﻤﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ؟!
ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ -ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ- ﺳﺘﻜﻮﻥ
ﺍﻧﻔﻀﺎﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﻛﻼ
ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻌﻮﺍﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻔﺮِّﻕ ﺑﻴْﻦ
ﻣﺤﺎﺳﻦ ﻭﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ، ﻭﻋﻨﺪﻫﻢ
ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻭﻣﺘﻨﺎﺣﺮﺓ؛ ﻓﻜﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ
ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ؛ ﻟﻨﺴﻒ
ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ "ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺳﻮﺍﺀ
ﻣَﻦ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻣَﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺭﻙ؛
ﻓﻴﻨﻔﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ،
ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺗﺤﺎﻟﻒ "ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ" ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ.
ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺧﺒﻴﺚ ﻭﺭﺩ ﺑﺪﻳﻊ:
ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻼﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﻄﺎﻝ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴْﻦ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ؛ ﻓﻼ
ﻳﺒﺼﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻟﻪ.
ﻭﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ
ﺑﻴْﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ؛ ﻹﺑﻄﺎﻝ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛
ﻓﻴﻨﺨﺪﻉ ﺍﻟﺴﺬﺝ، ﻭﻻ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﻋﺒﻮﺩﻳﺔ
ﻋﻴﺴﻰ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.-
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ
ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴْﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛
ﻟﻴﻨﻔﺮﻭﺍ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻼ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ
ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﺔ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺎﺗﻊ: "ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﻟﻤﻦ ﺑﺪﻝ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ"، ﻛﺎﻥ -ﺭﺣﻤﻪ
ﺍﻟﻠﻪ- ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻬﺎﺗﻬﻢ ﻣﺒﻴِّﻨًﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ
ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﺗﺨﺎﻟﻔﻬﻢ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﺩ
ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺑﻠﺴﺎﻥ
ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﻤﻴﻌًﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.
ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺮﻗﻨﺎ:
ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﻮﻗﻨﻮﻥ
ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﻣِﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ،
ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ-، ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻡ،
ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻧﺼﺮﺓ ﻟﻠﺪﻳﻦ.. ﻛﻞ
ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺟﺪًﺍ ﻣِﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ،
ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ، ﻻﺳﻴﻤﺎ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺍﻵﻥ.. ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ
ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃﺮﻕ، ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻮ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ
ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺗﻨﻜﺲ -ﻋﻴﺎﺫًﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ-، ﻭﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻣﺘﺮﺑﺼﻮﻥ ﻭﻫﻢ ﻛُُﺜﺮ
-ﻭﺍﻟﻠﻪ- ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ؛ ﻓﻬﻞ
ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﺟﻬﻮﺩﻧﺎ؛ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺪﻻً
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﺣﺮ؟!
ﻣﺂﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ:
ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺑﻌﺾ
ﺃﻣﻮﺭ:
1- ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ:- )ﺇِﻥَّ
ﺑَﻌْﺾَ ﺍﻟﻈَّﻦِّ ﺇِﺛْﻢٌ( )ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ:12(، ﻻ
ﻳﺼﺢ ﺑﺤﺎﻝ ﻣِﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﻳﻈﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺄﺧﻴﻪ ﺷﺮًﺍ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺘﻮﻱ ﻟﻪ
ﺍﻟﺴﻮﺀ.
ﻓﻼ ﻳُﻘﺒﻞ ﻣِﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻋﻤﻼﺀ ﻟﻸﻣﺔ ﻭﺍﻷﻧﻈﻤﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺗﺘﺒﺮﺃ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﻣِﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺒﺬﻭﻥ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ- ﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣَﻦ
ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻫﻢ ﺫﺍﻗﻮﺍ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻣﺜﻠﻜﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ
ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺻﻄﺪﺍﻡ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﺕ
ﺍﻟﻐﺎﺷﻤﺔ ﺃﻭ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻣﻮﺭ ﺻﺤﻴﺤﺔ
ﺷﺮﻋًﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﻲ
ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.. ﻣﺜﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻇﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻤﺎﻟﺔ،
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺠﺰﻡ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ
ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺃﻭ
ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ 2005ﻡ.
ﻭﺍﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻓﻲ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ:
)ﻭَﺍﻟَّﺬِﻱ ﻧَﻔْﺴِﻲ ﺑِﻴَﺪِﻩِ ﻻ ﻳَﺴْﺄَﻟُﻮﻧِﻲ ﺧُﻄَّﺔً
ﻳُﻌَﻈِّﻤُﻮﻥَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺣُﺮُﻣَﺎﺕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻻ
ﺃَﻋْﻄَﻴْﺘُﻬُﻢْ ﺇِﻳَّﺎﻫَﺎ) (ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.(
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ "ﺟﻬﺎﺯ
ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ" ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻮﻗﻴﻌﺔ
ﻓﻤﻌﺮﻭﻓﺔ، ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﻫﺎ
ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴْﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻳﺼﺪﻗﻬﻢ، ﻭﻳﻜﺬﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ!
ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﺑﺤﺎﻝ ﻣِﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﻀﻮﻥ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ
ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ؛ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ
ﺃﻥ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣِﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ
ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؛ ﻓﻀﻼً
ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ.
2- ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ:
ﻧﺰﺍﻉ ﺍﻷﻗﺮﺍﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻨﻬﺎ،
ﻓﺈﻥ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺘﺒﺎﻏﺾ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﺳﺪ ﺍﻟﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ
ﺷﺮﻋًﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ـ ﻟﻸﺳﻒ ـ ﻳﺸﻐﻞ
ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻋﻤﺎ ﻳُﺤﺎﻙ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻟﻠﺼﺤﻮﺓ
ﺧﺎﺻﺔ، ﻓﺎﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﻣَﻦ
ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻤﻨﺔ ﻣﺼﺮ ﺃﻭ ﺗﻨﺼﻴﺮﻫﺎ،
ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺘﺮﺑﺼﻮﻥ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻓﻬﻞ
ﻧﻨﺘﺒﻪ؟!
3- ﻋﺪﻡ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ:
ﻭﺍﻗﻌﻴًﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ؛ ﻧﻈﺮًﺍ
ﻻﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ
ﻻ ﻳﻌﻨﻲ: ﻋﺪﻡ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ،
ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺪﻋﻮﻱ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﻲ
ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﻤﺲ
ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺗﻬﺪﺩ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ،
ﻣﺜﻞ: "ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ"، ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺤﺮﻛﻲ ﻓﻨﻌﻨﻲ ﺑﻪ: ﺃﻥ
ﻳﺤﺪﺙ ﻧﻮﻉ ﻣِﻦ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ، ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻳﻬﺘﻢ
ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ؛
ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ؛ ﻟﻴﺼﺐ
ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺗﻨﺴﻖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ؛ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻮﺍﺓ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻻﺣﻘًﺎ.
ﻛﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ:
ﻳﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ.. ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ
ﺇﺳﻼﻣﻜﻢ، ﻭﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺳﻼﺡ ﺧﻄﻴﺮ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ، ﻗﺎﻝ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:-
)ﺇِﻥَّ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﺒَﻴَﺎﻥِ ﻟَﺴِﺤْﺮًﺍ) (ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ(
، ﻭﻗﺎﻝ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) :-ﺭَﺃَﻳْﺖُ
ﺍﻟﻠَّﻴْﻠَﺔَ ﺭَﺟُﻠَﻴْﻦِ ﺃَﺗَﻴَﺎﻧِﻲ ﻓَﺄَﺧَﺬَﺍ ﺑِﻴَﺪِﻱ
ﻓَﺄَﺧْﺮَﺟَﺎﻧِﻲ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﺍﻟْﻤُﻘَﺪَّﺳَﺔِ؛ ﻓَﺈِﺫَﺍ
ﺭَﺟُﻞٌ ﺟَﺎﻟِﺲٌ، ﻭَﺭَﺟُﻞٌ ﻗَﺎﺋِﻢٌ ﺑِﻴَﺪِﻩِ ﻛَﻠُّﻮﺏٌ
ﻣِﻦْ ﺣَﺪِﻳﺪٍ ﻳُﺪْﺧِﻞُ ﺫَﻟِﻚَ ﺍﻟْﻜَﻠُّﻮﺏَ ﻓِﻲ
ﺷِﺪْﻗِﻪِ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﺒْﻠُﻎَ ﻗَﻔَﺎﻩُ، ﺛُﻢَّ ﻳَﻔْﻌَﻞُ
ﺑِﺸِﺪْﻗِﻪِ ﺍﻵﺧَﺮِ ﻣِﺜْﻞَ ﺫَﻟِﻚَ، ﻭَﻳَﻠْﺘَﺌِﻢُ ﺷِﺪْﻗُﻪُ
ﻫَﺬَﺍ، ﻓَﻴَﻌُﻮﺩُ ﻓَﻴَﺼْﻨَﻊُ ﻣِﺜْﻠَﻪُ.. ( ﺛﻢ ﺳﺄﻝ
ﻋﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: "ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺭَﺃَﻳْﺘَﻪُ ﻳُﺸَﻖُّ
ﺷِﺪْﻗُﻪُ ﻓَﻜَﺬَّﺍﺏٌ، ﻳَﻜْﺬِﺏُ ﺑِﺎﻟْﻜَﺬْﺑَﺔِ ﺗُﺤْﻤَﻞُ
ﻋَﻨْﻪُ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﺒْﻠُﻎَ ﺍﻵﻓَﺎﻕَ، ﻓَﻴُﺼْﻨَﻊُ ﺑِﻪِ ﺇِﻟَﻰ
ﻳَﻮْﻡِ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ) "ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.(
ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻤﻼﺀ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣِﻦ:
ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻭﻧﺼﺎﺭﻯ، ﻭﺷﻴﻌﺔ، ﻭﻛﻮﻧﻮﺍ
ﻋﻮﻧًﺎ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ.
ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ﻣﻮﻗﻊ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺴﻠﻔﻰ