ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻥ ﻳﺸﺒﻊ
ﻣﻦ ﺳﻨﺪﻭﻳﺶ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﻤﺎﻧﻌﺔ ﻭﺁﺧﺮ ﺍﺳﻤﻪ
ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ. ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺬ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺄﺯﻣﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻫﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻜﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﺳﺘﺆﻭﻝ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻻﻭﺿﺎﻉ
ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺸﻌﺮ
ﺑﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻋﺒّﺄ ﻋﺸﺮﺍﺕ
ﺍﻵﻻﻑ ﻭﺍﻧﺰﻟﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ
ﻭﺣﻠﺐ ﻻﻇﻬﺎﺭ ﺍﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ
ﺍﺳﻘﺎﻃﻪ. ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ
ﺍﻥ ﻻ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻧﻪ ﻳﻤﺮّ ﻓﻲ ﺍﺯﻣﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻃﻼﻕ
ﺍﻟﻬﺘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺭﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻣﺆﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ. ﺍﻻﺯﻣﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ
ﻭﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ
ﺍﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻣﺎﻡ ﻻ ﻳﻮﻓﺮ ﺍﻱ ﺣﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ
ﺍﻋﺎﺩﺓ ﻧﻈﺮ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﻣﻮﺭ، ﺑﺪﺀﺍ
ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ ﺍﺳﺘﻐﺒﺎﺀ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻃﺎﻗﺎﺕ
ﺿﺨﻤﺔ ﻭﻋﻘﻮﻻ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ. ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦْ
ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﺍﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﻛﻨﺪﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦْ ﺳﺄﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ
ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻻﺋﻖ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻛﻠﻬﺎ؟
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻀّﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ؟
ﻣﺘﻰ ﺗﻤﻌّﻦ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻋﺪﺓ، ﻳﺠﺪ ﺍﻥ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ
ﻋﺎﺭﻣﺔ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺍﺻﻼﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ
ﺍﻟﻤﻀﺤﻚ ﺍﻟﻤﺒﻜﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﺍﻭ ﺳﺘﺼﺪﺭ ﻋﻦ
ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ. ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﺷﺒﻪ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﺪﺍﻭﺓ ﻣﺮﻳﺾ ﻣﺼﺎﺏ
ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻻﺳﺒﻴﺮﻳﻦ. ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ
ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﺻﻼﺣﺎﺕ ﻣﺎ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ
ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻃﻼﻕ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﻋﻼﻡ
ﻭﺍﻧﺸﺎﺀ ﺍﺣﺰﺍﺏ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤّﻲ
ﻟﻤﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﻭﺍﻟﻐﺎﺀ
ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ. ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻧﻈﺎﻡ
ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﻄﻴﻊ
ﻭﺍﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﺑﻤﺠﺮﺩ
ﺍﻃﻼﻕ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻭ
ﻣﻤﺎﻧﻌﺔ، ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺳﻮﻯ ﻟﺪﻯ ﺫﻭﻱ
ﺍﻟﻤﺨﻴّﻼﺕ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ
ﺑﺂﺧﺮ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺁﺧﺮ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﺤﺠﺔ
ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ. ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ
ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻥ ﻳﺸﺒﻊ ﻣﻦ ﺳﻨﺪﻭﻳﺶ ﺍﺳﻤﻪ
ﻣﻤﺎﻧﻌﺔ ﻭﺁﺧﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ...
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ
ﺍﻟﻰ ﺷﻌﺐ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻌﺮﻑ
ﻣﻌﻨﻰ ﺗﺴﺨﻴﻒ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺑﻐﻴﺔ
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻ
ﺗﺸﺒﻪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﻌﺜﻲ- ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺻﺪّﺍﻡ
ﺣﺴﻴﻦ.
ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺬ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎﺯﻣﺘﻪ
ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ. ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﻣﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺭﺕ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻨﻪ،
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ
ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻻﺳﺪ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺫﻛﻴﺔ
ﻣﻜﻨﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﺍﻟﻰ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﻀﻮﺀ ﺍﺧﻀﺮ ﺍﻣﻴﺮﻛﻲ- ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ
ﻭﻓﺮﻩ ﻫﻨﺮﻱ ﻛﻴﺴﻴﻨﺠﺮ. ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ
ﺍﻧﺘﻬﺖ. ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ. ﻟﻢ ﺗﻌﺪ
ﻟﻌﺒﺔ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺗﺠﺪﻱ.
ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻃﻬﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻳﺮﺍﻧﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺤﻮﻝ ﺿﺤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻻﻳﺮﺍﻧﻲ...
ﻳﻈﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻘﺪﺭﺓ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﺘﻐﻴّﺮ. ﻻ ﻳﻨﻔﻊ
ﺍﻱ ﻛﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﺻﻼﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻦ
ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ
ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ
ﺍﻻﻗﻠﻴﻢ. ﺍﻧﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ، ﺍﻟﻰ ﺍﺷﻌﺎﺭ
ﺁﺧﺮ، ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺍﻻﺯﻣﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻬﺮﺏ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ. ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ
ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ
ﻓﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻐﻴّﺮ. ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺪّﻕ ﺍﻥ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻨﺴﺤﺐ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺍﺿﻲ
ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ؟
ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ
ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻥ ﺩﻡ ﺭﻓﻴﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻌﻰ
ﺍﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺨﺪﻡ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭﻣﺎﻟﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﺣﻀﺎﺭﻳﺎ ﻫﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻣﻌﻨﻰ
ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻭﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺘﺮﺿﺎ ﺍﻥ ﻳﻤﻬﺪ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺍﺻﻼﺡ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺪﻝ
ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺮﺓ ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺮﺓ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺮﺓ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ 2011 ، ﺗﺠﺪ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻻﻳﺮﺍﻥ
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ، ﺑﻞ ﺗﺮﺿﺦ ﻟﻪ،
ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ،
ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻭﺍﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ
ﺣﺜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺜﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﺳﻨّﺔ ﻭﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ
ﻭﺩﺭﻭﺯ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻧﻬﺎ
ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺍﻭﺭﺍﻗﺎ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ
ﻓﺮﺽ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﻠﻮﺯﺭﺍﺀ ﻏﻴﺮ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ.
ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻓﺮﺿﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﻓﻲ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﺭﺿﺎﺀ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻋﺒﺮﻩ، ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺧﻄﻮﻁ
ﺣﻤﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻﺳﺒﺎﺏ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﺍﺧﺮﻯ
ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻧﻔﺴﻪ.
ﻳﻈﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ
ﻳﺒﺮﻫﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻧﻪ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﺘﻐﻴّﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻖ. ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺗﺒﻘﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ. ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻥ ﻳﺘﻐﻴّﺮ
ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﺼﺮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻥ ﻳﺘﺼﺮّﻑ ﺗﺼﺮﻓﺎ
ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺗﺠﺎﻫﻪ، ﺑﺼﻔﺔ ﻛﻮﻥ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺩﻭﻟﺔ
ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻈﻤﻰ
ﺗﻌﻄﻲ ﺩﺭﻭﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ
ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﺻﻼ. ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ
ﺷﻌﺒﻪ. ﻛﺬﻟﻚ، ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻴﺎﺭﺍ ﺩﻳﻨﻴﺎ ﻣﺘﻄﺮﻓﺎ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻗﻮﺓ ﻓﻲ
ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻱ ﺷﻜﻞ. ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻥ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﻨﺘﺞ ﻓﻲ
ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ
ﺧﻠﻖ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻧﻤﺎ ﻓﺮّﻭﺍ ﻣﻦ
ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ. ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﺘﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ
ﻭﺍﻥ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺣﺪّ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻲ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻻﻱ
ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ
ﻭﺣﺘﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺤﺪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻥ.
ﻫﻞ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﺻﻼﺡ
ﻧﻔﺴﻪ؟ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﺟﻮﺍﺏ
ﺣﺎﺳﻢ. ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ
ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺗﺘﻤﺜﻞ
ﻓﻲ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺮﺓ. ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﻴﺴﺖ
ﻗﻮﺓ ﺍﻗﻠﻴﻤﻴﺔ. ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻓﻲ
ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻻﻫﻤﻴﺔ، ﻟﻜﻦّ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ
ﺑﺬﻟﻚ. ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻭﺍﻧﻬﻴﺎﺭﻩ
ﺍﻫﻢّ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪﻳﻦ،
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻞّ ﺻﻨﻊ ﻟﻤﺒﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ
ﻭﺟﺮﺍﺭﺍ ﺯﺭﺍﻋﻴﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻓﻀﻼ
ﻋﻦ ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ ﻭﺻﻮﺍﺭﻳﺦ...
ﻟﻠﻤﺮّﺓ ﺍﻻﻟﻒ، ﺍﻥ ﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺮﺓ ﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ. ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ "ﻫﺸﺎﺷﺔ" ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﻓﻲ
ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﺳﻴﻜﺘﺸﻒ ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺗﺮﺗﺪ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻛﺬﻟﻚ "ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ" ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻫﻦ
ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻮﺃ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻣﺜﺎﻝ
ﻣﻴﺸﺎﻝ ﻋﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺷﺒﺎﻩ
ﺍﻻﻣﻴﻴﻦ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻻ
ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ﻭﻻ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻳﻔﺸﻞ.
ﻟﻦ ﻳﺨﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻻ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻻ
ﺳﻮﺭﻳﺎ... ﻭﻻ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ
ﻟﻼﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ!
ﺛﻤﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻖ
ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ. ﻛﺎﻥ
ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺭﻓﻴﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ، ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ
ﻣﺪﻯ ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ،
ﺍﻓﻀﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ. ﺍﻧﻬﺎ ﺍﻻﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ ﺑﺮﺍﺳﻬﺎ ﻛﻞّ
ﻳﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻓﻀﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ ﺣﻞّ
ﺍﻱ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮ، ﺑﻤﺎ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ!