ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ -: ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺧﺎﻃﺮ
ﺍﻻﺳﻢ -: ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﻼﻡ ﺧﺎﻃﺮ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ -: 1- 8 - 1945
ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ - : ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻣﺒﻞ ﻣﺮﻛﺰ
ﺍﻟﺼﻒ
ﺍﻟﻌﻤﻞ - ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ
ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﺑﺠﻤﻊ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻬﺪ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺳﺎﺑﻘﺎ - : ﻣﺪﺭﺱ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻪ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻋﻤﻞ ﻣﺪﺭﺳﺎ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻻﺯﻫﺮ
ﻧﺒﺬﺓ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ -:
- ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻣﺒﻞ
ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﻒ - ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻊ ﻓﻰ ﺟﻨﻮﺏ
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﺔ
ﻭﻫﻮ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻗﺪ
ﺍﺗﻢ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ
ﺻﻐﺮ ﺳﻨﺔ , ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﺒﺪﺭﺷﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺍﺟﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺤﺞ
ﺳﻼﻣﺔ ﺍﺑﻮﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ. ﻭﻟﺪﻳﺔ 6 ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻻﺩ 3
ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻻﺩ ﻭ3 ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ.
- ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﺮﻑ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﺪﺭﺷﻴﻦ
ﺑﻘﺎﻃﻨﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺭﻓﻌﺖ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻭﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻓﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺤﻰ ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ
ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺍﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻭﺩﻋﻮﻧﺎ
ﻧﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ
ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ) ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﻥ ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ (
ﻭﻗﺪ ﺣﻔﻆ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﺪﺭﺷﻴﻦ ﻭﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻋﺎﻩ - ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﻔﻮﺕ ﺣﺠﺎﺯﻯ-
ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ -: ﺭﺟﺐ ﺍﻟﺒﺪﺭﺷﻴﻨﻰ
- ﻭﻗﺪ ﺩﻋﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻰ
ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﺪﺑﻰ
ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﺩﺑﻰ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ
- ﻣﺤﻨﻤﺪ ﺭﺍﺷﺪ ﺍﻝ ﻣﻜﺘﻮﻡ .
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺧﺎﻃﺮ
"ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﻚ ﻛﺎﺩﺡ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻛﺪﺣﺎ
ﻓﻤﻼﻗﻴﻪ" ﻭﺧﻼﻝ ﺳﻴﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ
ﺳﻴﺎﺝ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﻳﺤﺮﺱ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﻳﻦ ﻭﻳﻤﻨﻌﻬﻢ
ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻪ। ﻭﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺝ। ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ
ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺰﻫﺎ، "ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻴﻪ
ﺫﻛﺮﻛﻢ" ﻓﺸﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻣﺼﺪﺭ
ﻓﺨﺮﻫﺎ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺈﺫﺍ
ﻃﻠﺐ ﻗﻮﻡ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﺫﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ"، ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ
ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻠﻴﻌﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﻌﺰ ﻛﻠﻪ
ﻓﻲ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺑﺪﺃ ﺣﻮﺍﺭﻧﺎ ﻣﻊ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻧﺬﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ،
ﻓﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻋﺸﺮﺓ، ﻭﻋﻠّﻤﻪ ﻟﻌﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﺇﻧﻪ ﺩ. ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ
ﺧﺎﻃﺮ )ﻋﻀﻮ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺑﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻬﺪ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ(، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻮﻑ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ
ﺭﺣﻠﺔ ﻧﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ.
ﻧﻔﺤﺎﺕ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻋﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
* ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺮﻳﻨﺎﻥ ﻳﺸﻔﻌﺎﻥ ﻟﻠﻌﺒﺪ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.. ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ؟
** ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺛﻴﻖ؛ ﻷﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺪﺍﺭﺱ ﻧﺒﻴﻨﺎ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ- ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ،
ﻓﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ
ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺗﺰﻛﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺗﺠﻌﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻣﻘﺒﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﺤﻘﻘﺎ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.
ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺷﻔﻴﻌﺎﻥ "ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺸﻔﻌﺎﻥ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ،
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ: ﺃﻱ ﺭﺏ ﺇﻧﻲ ﻣﻨﻌﺘﻪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﺸﻔﻌﻨﻲ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﺭﺏ ﻣﻨﻌﺘﻪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻓﺸﻔﻌﻨﻲ
ﻓﻴﻪ، ﻓﻴﺸﻔﻌﺎﻥ." ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺺ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺑﻮﻗﺘﻪ ﻳﻨﺘﻬﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺎﺡ ﺇﻻ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ،
ﻓﻴﺸﻐﻞ ﺃﻭﻗﺎﺗﻪ ﺑﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺪﺑﺮﻩ
ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ.
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﺩ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻧﻬﺎﺭًﺍ، ﻭﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﻬﺎﺭًﺍ ﻭﻟﻴﻼً، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻭﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ،
ﻓﺮﻣﻀﺎﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﻻ ﺗﻌﻮﺽ ﻷﻥ ﻳﻌﺎﻳﺶ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﻌﻴﺸﻪ. ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻄﻠﻮﺑًﺎ
ﺃﻥ ﻳﺨﺘﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺮﺃ
ﺑﻔﻬﻢ ﻭﺗﺮﻛﻴﺰ، ﺣﺘﻰ ﻧﺮﺗﺒﻂ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺩﺍﻓﻌًﺎ ﻟﻼﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،
ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺰﻛﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ.
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ ﻓﻴﻪ، ﻛﻞ
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻄﺎﻗﺘﻪ ﻭﻭﻗﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺪﻭﺩ ﻓﺎﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ" :ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ"،
ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﻮﻗﺘﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺣﺘﻰ
ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓـ"ﺇﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﺀ
ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻋﺼﻤﺔ ﻟﻤﻦ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻭﻧﺠﺎﺓ ﻟﻤﻦ
ﺗﺒﻌﻪ ﻻ ﻳﺰﻳﻎ ﻓﻴﺴﺘﻌﺘﺐ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺝ ﻓﻴﻘﻮﻡ
ﻭﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ
ﺍﻟﺮﺩ ﺍﺗﻠﻮﻩ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠّﻪ ﻳﺄﺟﺮﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺗﻪ
ﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻋﺸﺮ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ
ﺃﻟﻢ ﺣﺮﻑ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻟﻒ ﺣﺮﻑ ﻭﻻﻡ ﺣﺮﻑ
ﻭﻣﻴﻢ ﺣﺮﻑ."
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﺃﺟﺮﻩ
ﺟﺰﻳﻞ، ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻷﺟﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﺰ ﻓﺮﺻﺔ
ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﻴﻘﺮﺃ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﻤﻌﻦ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ
ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ، ﻭﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻓﻴﻪ
ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﺣﺘﻰ
ﻳﺆﻧﺴﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺷﻔﻴﻌﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ.
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ
* ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻛﻠﻪ ﺧﻴﺮ.. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺘﺘﻢ
ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻓﻤﺎ ﺃﻧﺴﺐ ﻭﻗﺖ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ؟
** ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻵﺧﺮ،
ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻭﺟﻬﺪﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ، ﻭﺃﻥ
ﻳﺘﺨﻴﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻔﻮ ﻓﻴﻬﺎ
ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺗﺴﻤﻮ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻷﻥ "ﺃﺣﺐ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﺩﻭﻣﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻗﻞ."
ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺃﺣﺐ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺴﺤﻮﺭ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﻓﺨﻴﺮ
ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻭﻣﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ،
ﻭﻣﻬﻴﺄﺓ ﻟﻠﺘﻼﻭﺓ، ﻓﻼ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺃﺣﺪﻧﺎ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﺸﻐﻮﻝ، ﺃﻭ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ، ﺑﻞ ﻳﻔﺮﻍ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻭﻗﺘﻪ ﻟﻠﺘﻼﻭﺓ
ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﻗﺎﺕ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺜﻞ) :ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺴﺤﻮﺭ ﻭﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ، ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ
ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﺴﺎﻋﺔ.(
ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﺸﺎﻳﺨﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺘﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﺮﺓ، ﻓﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﺎﻥ
ﻛﺴﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ
ﻳﻬﺠﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻮﻣًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ، ﻭﻫﻨﺎﻙ
ﺃﺛﺮ ﻧﺒﻮﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ "ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻰَّ
ﻳﻮﻡ ﻟﻢ ﺃﺯﺩﺩ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﻘﺮﺑﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ
ﺑﻮﺭﻙ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ."
ﻭﻫﺬﻩ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻐﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﻓﻬﻮ ﻇﺮﻑ
ﻟﻠﺨﻴﺮ، ﻣﻦ ﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻧﺘﻔﻊ
ﺑﻪ، ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻪ، ﻭﻛﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ، ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻟﻴﺸﺤﺬ
ﻫﻤﺘﻪ ﻭﻳﻌﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ.
ﻓﺮﻣﻀﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ،
ﻭﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺷﺤﻦ ﻟﻠﺒﻄﺎﺭﻳﺔ ﺣﺘﻰ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ ﺗﺤﺘﺎﺝ
ﺇﻟﻰ ﺷﺤﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﺎﻟﻴﺔ،
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ
ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ.
* ﻳﺘﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺨﺘﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ
ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﻓﻀﻠﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ؟
** ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ، ﻭﺧﺘﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻴﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﻋﻈﻴﻢ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ
ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻳﻠﻔﺘﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﺘﺪﺑﺮ ﻭﺗﻔﻜﺮ.
* ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺃﺟﺮًﺍ.. ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻡ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ؟
** ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺃﻓﻀﻞ، ﻣﻊ ﺣﻔﻆ
ﻗﺪﺭ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﻗﺪﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻤﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ،
ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺛﻖ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ
ﻃﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﺍﻋﺘﻜﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻃﻴﻠﺔ ﺷﻬﺮ
ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ،
ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻧﺎﺩﺭ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻛﺎﻥ
ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺔ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ.
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻴﺲ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻈﻮﺍ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸﻜﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺮﺟﻊ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﺬﻩ
ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﻋﺒﺎﺩﻩ.
ﻟﻨﺤﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ
* ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻜﻴﻒ
ﻧﺴﺘﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ؟
** ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺟﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻳﻮﻗﻦ ﺃﻧﻪ
ﻣﺨﺎﻃﺐ ﺑﻪ، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ" :ﺗﺒﺎﺭﻙ
ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻟﻴﻜﻮﻥ
ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻧﺬﻳﺮﺍ" ﻓﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻫﻮ
ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻸﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﺈﺫﺍ
ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﻭﺃﻥ ﻛﻞ
ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺠﻌﻠﻪ
ﻣﻬﻴﺌًﺎ ﻷﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺮﺿﺎ،
ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺗﺎﻣﺔ.
* ﻣﻦّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺇﻣﺎﻣﺔ
ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ؟
** ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺯﺍﺩ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ
ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻟﻴﺘﻌﺠﺐ ﻵﻻﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺎﺭﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ
ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺛﻢ ﻳﺤﺮﺻﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ
ﺧﻠﻒ ﺇﻣﺎﻡ ﻳﺨﺘﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻭﻳﺼﺒﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻗﻮﻓًﺎ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﻤﺔ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ، ﺇﻧﻬﺎ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ، ﻭﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺣﻴﻦ ﺗﺼﻔﺪ
ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻧﻔﺤﺎﺕ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻨﺜﺮﻫﺎ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺨﺒﺘﻴﻦ
ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ.
ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻠﻴﺖ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻠﻰ
ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ
ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺸﻐﻒ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﺒﺎﺑﺎ
ﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ﺗﺸﻌﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻟﻪ ﻃﻌﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ،
ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺣﻴﻦ ﺣﻀﺮﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ -ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻡ 23 ﺭﻣﻀﺎﻥ-
ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻓﺄﻛﻤﻠﻨﺎ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ
ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺑﺪﺃﻧﺎ ﻓﻲ "ﺍﻟﺨﺘﻤﺔ"
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﺗﻤﻤﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻷﺧﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ، ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻮﺯﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ﺛﻢ ﻧﺴﺘﺮﻳﺢ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻧﻜﻤﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺛﻢ ﻧﻨﺎﻡ ﻭﻧﺴﺘﻴﻘﻆ ﻟﻠﺘﻬﺠﺪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦّ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ 37 ﺟﺰﺀً ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ
ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ.
* ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺒﺪﺃ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺈﻗﺒﺎﻝ ﺷﺪﻳﺪ
ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺏ
ﺑﻔﺘﻮﺭ، ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻌﻼﺝ؟
** ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ
ﻭﺭﺩ ﻣﻌﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﻴﻼ،
ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻳﺰﺩﺍﺩ
ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﻘﻞ، ﻭﺃﻧﺼﺢ ﺑﺄﻥ
ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻔﻈﺔ ﺣﺘﻰ
ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﺩﻩ ﻃﻮﻝ
ﺍﻟﺸﻬﺮ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺰﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ
ﻭﻻ ﻳﺘﻜﺎﺳﻞ.
ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻔﻈﺔ
ﻟﻴﺮﺍﺟﻊ ﻋﻠﻴﻪ –ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ- ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭِﺭْﺩَﻩ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻞ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺪﻝ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﻭﻻ
ﻳﻜﻠﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻟﻴﺎﻟﻲ
ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻔﺘﺮ ﻋﺰﻳﻤﺘﻪ، ﻭﻟﻴﺘﺬﻛﺮ
ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮ
ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﺍﻓﺘﻘﺪﻧﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﻣﺪﻛﺮ؟!
* ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ،
ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻘﻠﻮﺑﻨﺎ؟
** ﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ، ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ، ﻭﺍﻟﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺦ "ﺛﺒﺖ" ﻓﻲ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻮﻇﻴﻔﺘﻪ ﺃﻥ
ﻳﺘﺪﺑﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺮﺃ ﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻭﻻ ﻳﺮﺩﺩ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
ﻓﻬﻢ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻣﺘﺪﺑﺮًﺍ، ﻓﻠﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻔﻆ
ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻳﺘﺨﻠﻖ ﺑﺄﺧﻼﻗﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ
ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻭﻳﻄﺒﻘﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺪﺭﻛﻮﻧﻪ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ
ﺁﻳﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﺒﻘﻮﺍ ﺃﺧﺘﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺛﻢ
ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ
ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ" .ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻠﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺯﺍﺩﺗﻬﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﻥ."
ﻓﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﻭﺁﺩﺍﺏ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ
ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﻴﺪًﺍ
ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺍﺗﻪ ﻭﺃﻫﻮﺍﺋﻪ.. ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺷﺘﻰ
ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻔﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺮﻭﻥ ﻓﻲ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﺿﺢ،
ﻭﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ
ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻮﺻﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻋﻠﻮﻡ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻧﺘﻔﻮﻕ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ، ﻭﺃﻥ ﻧﺴﺎﻫﻢ
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻳﺴﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻓﺒﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻧﻬﻀﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺗﻌﻴﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ
ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
* ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻚ.. ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ
ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ،
ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ؟
** ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻄﺔ
ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﺾ
ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻬﻲ ﺗﻀﻊ ﺧﻄﺔ ﻟﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺧﻄﺔ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﻟﻬﻲ، ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺣﻔﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﻭﻛﻤﺎ ﺗﻬﺘﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺑﻐﺬﺍﺀ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻻﺑﺪ
ﺃﻥ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ، ﻓﻨﺤﻦ ﻻ
ﻧﻌﺒﺪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ
ﻭﺍﻟﺮﺩﺍﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﻫﻮ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺗﺤﺼﻴﻨﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻹﻏﻮﺍﺀ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﺭﺍﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺧﺎﻃﺌﺔ.
ﻓﺸﻌﻮﺑﻨﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺪﻳﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﺎﻟﻤﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻓﺈﻥ ﺍﻧﻔﺼﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ
ﻳﻤﻮﺕ.
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﻟﻤﺲ ﺍﺗﺠﺎﻫًﺎ
ﻃﻴﺒًﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﺤﻔﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻛﻤﺎ ﺃﻻﺣﻆ ﻧﺸﺎﻃًﺎ ﻭﺍﺳﻌًﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻟﺘﺤﻔﻴﻆ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻌﻘﺪ ﺍﻵﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﺇﻻ ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺅﻛﺪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺮ
ﻛﺎﻑ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ
ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﻭﻳﺸﺠﻌﻬﻢ.
* ﻭﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﻨﺼﺢ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﺉ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟
** ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﺉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﻇﺐ
ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﻗﺪﺭًﺍ -ﻭﻟﻮ ﻳﺴﻴﺮﺍ- ﻛﻞ
ﻳﻮﻡ، ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﻠﻘﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻴﺼﻮﺏ
ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺃﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻈﻴﻦ، ﺛﻢ ﻳﺠﻌﻞ
ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺧﻄﺔ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻪ.
ﺭﺣﻠﺘﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
* ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺘﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟
** ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﺮﻯ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﻒ
ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ، ﺑﻴﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ
ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺣﻔﻈﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻱ
"ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺪﻭﻯ ﺧﺎﻃﺮ" ﻭﺃﺗﻤﻤﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ
ﻋﻤﺮﻱ 12 ﻋﺎﻣًﺎ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﺟﻌﻪ ﻛﺎﻣﻼ ﻛﻞ
ﺃﺳﺒﻮﻉ، ﻭﺣﻴﻦ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ
ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﺣﻴﺚ
ﻳﻘﻊ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻌﻬﺪ ﺩﻳﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻓﻲ
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﻨﻲ ﺳﻮﻳﻒ، ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﺃﺗﻤﻜﻦ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﺼﻐﺮ ﺳﻨﻲ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ،
ﻓﻠﺤﻘﺖ ﺑﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ
ﻭﺃﻛﻤﻠﺖ ﺩﺭﺍﺳﺘﻲ ﻓﻴﻪ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻮﺍ
ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻬﻢ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺧﻼﻝ ﺃﺣﺪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ "ﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﻲ" ﻓﺎﻧﺠﺬﺑﺖ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ، ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻤﻌﻬﺪ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﻻ
ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺳﻨًﺎ ﻭﻻ ﻣﺆﻫﻼ ﻏﻴﺮ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻛﺎﻣﻼ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﻲ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻬﺪ ﻋﺎﻡ 1964ﻡ،
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺒﻨﻰ
ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺷﺒﺮﺍ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺴﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ.
ﻭﺗﻠﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺛﻢ
"ﺍﻟﺸﺎﻃﺒﻴﺔ" ﻭ"ﺍﻟﺪﺭﺓ"، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺇﺟﺎﺯﺓ
ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ،
ﺛﻢ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ، ﺛﻢ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻛﻠﻪ
ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ، ﺛﻢ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺷﻔﻮﻳﺎ
ﻭﺗﺤﺮﻳﺮﻳﺎ، ﻭﻳﻌﻄﻰ ﺇﺟﺎﺯﺓ "ﺣﻔﺺ ﻋﻦ
ﻋﺎﺻﻢ" ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ.
* ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻟﺤﻔﻆ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺷﺨﺼﻲ؟
** ﻛﺎﻥ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻷﻫﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ؛
ﻓﺄﺧﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺼﻄﺤﺒﻨﻲ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻓﺘﻌﻠﻤﺖ ﺍﻟﻬﺠﺎﺀ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺩﺍﻓﻌًﺎ ﻟﻸﺳﺮﺓ
ﻟﺘﺸﺠﻴﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻲّ ﻟﻘﺐ "ﺷﻴﺦ" ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ
ﻣﺒﻜﺮ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ
ﻣﺘﻤﻜﻨًﺎ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﻲ ﺑﻌﺪ، ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺃﻥ
ﺃﻛﻮﻥ ﺷﻴﺨًﺎ ﺃﺳﺘﺤﻖ ﺍﻟﻠﻘﺐ.. ﻭﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ
ﺃﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻘﺪ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﻲ ﻛﻠﻪ ﺧﻼﻝ 6 ﺃﺷﻬﺮ، ﺛﻢ
ﻭﺍﻇﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺃﻟﻤﻤﺖ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﻣﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺑﺸﻜﻞ
ﺟﻴﺪ، ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ، ﻭﻫﻰ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ.
* ﻭﻣﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ؟
** ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻠﻜﺔ
ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ، ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻓﻬﻢ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻔﻆ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﺒﺮ، ﻭﻳﺘﻮﻗﻒ ﺫﻟﻚ
ﻋﻠﻰ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻤﺘﻪ ﻭﻣﺪﻯ ﺣﺒﻪ
ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻔﺮﻏﻪ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ ﻟﻠﺤﻔﻆ،
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻳﺤﻔﻈﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ.
* ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﻔﻴﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻐﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ.. ﺃﻟﻴﺲ
ﻛﺬﻟﻚ؟
** ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺎﻧﺪﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺪﻯ
ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺭﻏﺒﺘﻬﻢ، ﻓﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﺏ
ﻭﺍﻷﻡ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ،
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻫﻞ ﺣﺮﻳﺼﻴﻦ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﺤﻔﺎﻅ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺨﺮًﺍ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ.
ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ
ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺑﺸﻜﻞ
ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﺣﻔﻈﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺳﻨﻮﻳًﺎ 20
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﺮﺻﺪ ﻟﻬﺆﻻﺀ
ﺍﻟﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﺟﻮﺍﺋﺰ ﻗﻴﻤﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺤﺪﺩ ﻟﻜﻞ
ﻣﻦ ﻳﺨﺘﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺨﺘﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﻭﺗﺨﺼﺺ ﻟﻪ ﺟﺎﺋﺰﺓ
ﻗﺪﺭﻫﺎ 5 ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ
ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎ
ﻗﻴﻤﺘﻪ 5 ﺁﻻﻑ ﺟﻨﻴﻪ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺗﻴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ -ﺣﻴﻨﺌﺬ- ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺮﻳﺔ
ﻣﺼﺮﻳﺔ.
* ﻭﻓﻲ ﺭﺃﻳﻚ ﻣﺎﺫﺍ ﺧﺴﺮﻧﺎ ﺑﺎﻧﺪﺛﺎﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺗﻴﺐ؟
** ﺧﺴﺮﺕ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ
ﺣﻔﺎﻇﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺪﺭ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﻭﺣﻀﺎﺭﺗﻬﺎ
ﻭﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻛﻤﺎ ﺃﺩﻯ
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻜﺘﺎﺗﻴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻓﻲ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺨﺮﻳﺠﻴﻦ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻣﺎ
ﺃﻗﺴﻰ ﺃﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺣﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ
ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻄﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﺊ، ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﺫﻟﻚ -ﻟﻸﺳﻒ-
ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺣﻴﺚ
ﺑﻀﺎﻋﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﻠﻴﻠﺔ.
* ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟
** ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﺎﻡ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻣﻌﻬﺪ ﻭﺍﺣﺪ
ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ، ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ
ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻘﺪﻭﺓ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻗﺒﺎﻝ
ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺗﺨﺮﺝ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻧﻔﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﻢ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﻢ.
ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻷﻣﺔ
* ﺃﺷﺮﺗﻢ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ
ﺳﻴﺎﺝ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻷﻣﺔ ﻓﻜﻴﻒ
ﺫﻟﻚ؟
** ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ - ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ- ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺰ ﺍﻷﻣﺔ
ﻭﻓﺨﺮﻫﺎ.. ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺰﺓ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺇﻟﻰ
ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ.
ﻭﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ -ﺃﻳﻀﺎ- ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ
ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻄﻔﻬﺎ
ﺍﻷﻣﻢ، ﺃﻭ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺣﻀﺎﺭﺗﻬﺎ... ﻭﻫﻮ
ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻠﻪ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻠﺘﺰﻣًﺎ ﻃﺎﺋﻌًﺎ ﻟﻠﻪ، ﻓﻼﺑﺪ ﻟﻸﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ
ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ.