ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻄﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﺣﻘﺎ
ﺗﺤﻮﻱ ﻗﺼﺺ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻟﺴﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
ﻭﺣﺎﻟﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻼ ﺗﺤﺮﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ
ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ..
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻓﻤﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﺳﻠﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺟﻴﻠﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ، ﻭﺭﻋﻴﻠﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ، ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ،
ﻭﺧﺸﻮﻋﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺗﺪﺑﺮﻫﻢ ﻟﻤﻌﺎﻧﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺼﻼﺓ
ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ ﺑﻞ
ﻭﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ
ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ:
ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ:
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫُﻢْ ﻓِﻲ ﺻَﻠَﺎﺗِﻬِﻢْ
ﺧَﺎﺷِﻌُﻮﻥَ] {ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ: 2[ ﻗﺎﻝ: "ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ
ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻬﻢ،
ﻭﺧﻔﻀﻮﺍ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ
ﺳﺠﻮﺩﻫﻢ، ﻭﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳُﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ،
ﻓﻼ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﻥ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﻻ ﺷﻤﺎﻻً."
ﺧﺸﻮﻉ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ:
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ، ﻭﻟﻤّﺎ
ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻣﺮﺿﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺮﻭﺍ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ
ﻓﻠﻴﺼﻞِّ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ « ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻬﺎ: "ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮٍ ﺭﺟﻞ ﺭﻗﻴﻖ، ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺃ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺩﻣﻌﻪ."
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ:
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻟﻤﺎ ﻃﻌﻨﻪ ﺍﻟﻤﺠﻮﺳﻲ ﺃﺑﻮ ﻟﺆﻟﺆﺓ
ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻏﻠﺒﻪ ﺍﻟﻨﺰﻑ ﺣﺘﻰ
ﻏُﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﺩﺧﻠﻮﻩ ﺑﻴﺘﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻓﻲ
ﻏﺸﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﻔﺮ، ﻓﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﻦ
ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: "ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟" ﻗﺎﻟﻮﺍ:
"ﻧﻌﻢ"، ﻓﻘﺎﻝ: "ﻻ ﺇﺳﻼﻡ ﻟﻤﻦ ﺗﺮﻙ
ﺍﻟﺼﻼﺓ"، ﺛﻢ ﺗﻮﺿﺄ ﻭﺻﻠّﻰ ﻭﺟﺮﺣﻪ ﻳﻨﺰﻑ
ﺩﻣًﺎ.
ﺧﺸﻮﻉ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ:
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻜﺄﻧﻪ
ﻋﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺠﺪ ﻓﺘﻨﺰﻝ
ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ، ﻻ ﺗﺤﺴﺒﻪ ﺇﻻ
ﺟﺬﻋﺎً ﺃﻭ ﺣﺎﺋﻄﺎً ﺃﻭ ﺧﺸﺒﺔ ﻣﻨﺼﻮﺑﺔ ﻻ
ﺗﺘﺤﺮﻙ.
ﺧﺸﻮﻉ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ:
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻓﻲ
ﺻﻼﺗﻪ، ﻭﻟﻘﺪ ﺍﻧﻬﺪﻣﺖ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻓﻔﺰﻉ ﻟﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺘﻔﺖ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺳﻜﺖ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ
ﻗﺎﻡ ﻳﺼﻠﻲ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ، ﺃﻭ ﺿﺤﻜﻮﺍ، ﻋﻠﻤﺎً
ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﻘﻮﻝ: "ﺇﻟﻬﻲ، ﻣﺘﻰ ﺃﻟﻘﺎﻙ ﻭﺃﻧﺖ ﺭﺍﺽٍ."
ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ:
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻷﺳﺪﻱ: ﻗﻠﺖ ﻟﺴﻌﻴﺪ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ: "ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻣﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﺽ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻚ؟"
ﻗﺎﻝ: "ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ، ﻭﻣﺎ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ؟"
ﻗﻠﺖ: "ﻳﺎ ﻋﻢّ، ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻨﻲ."
ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ: "ﻣﺎ ﻗﻤﺖ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻲ ﺇﻻ ﻣﺜﻠﺖ
ﻟﻲ ﺟﻬﻨﻢ."
ﺣﻴﻠﺔ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ:
ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻗﺎﻝ: "ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻙ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺼﻠﻲ ﻓﻘﺎﻝ" :ﺇﻧﻚ ﻣﺮﺍﺀٍ"،
ﻓﺰﺩﻫﺎ ﻃﻮﻻً."
ﺧﺸﻮﻉ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ:
ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ
ﻭﺿﻮﺋﻪ ﻟﻠﺼﻼﺓ، ﻭﺻﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﻭﺿﻮﺋﻪ
ﻭﺻﻼﺗﻪ، ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺭﻋﺪﺓٌ ﻭﻧﻔﻀﺔٌ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: "ﻭﻳﺤﻜﻢ، ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ
ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻡ ﻭﻣﻦ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﺟﻲ؟."
ﺗﻨﺒﻴﻪ:
ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﺣﺪﺍً
ﻳﻄﺎﻃﺊ ﻋﻨﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺪﺭﺓ،
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: "ﻭﻳﺤﻚ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻠﺐ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ: "ﻛﺎﻥ ﻳُﻜﺮﻩ ﺃﻥ
ﻳُﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ
ﻗﻠﺒﻪ."
ﺍﻗﻄﻌﻮﻫﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ:
ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺟﻞ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ
ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺟﺴﺪﻩ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ
ﻟﻪ: "ﺃﻻ ﻧﺴﻘﻴﻚ ﻣُﺮﻗﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻘﻠﻚ
ﻣﻨﻪ ﻓﻼ ﺗﺤﺲُّ ﺑﺄﻟﻢ ﺍﻟﻨﺸﺮ؟" ﻓﻘﺎﻝ: "ﻻ
ﻭﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻻﺑﺪ ﻓﺎﻋﻠﻴﻦ
ﻓﺎﻗﻄﻌﻮﻫﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺈﻧﻲ ﻻ
ﺃﺣﺲُّ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻻ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻪ"، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ
ﺑﻘﻄﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻤﺎ ﺗﻀﻮّﺭ ﻭﻻ
ﺻﺎﺡ ﻭﻻ ﺍﺧﺘﻠﺞ.
ﺃﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﻼﺓ:
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ: "ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﺼﻮﺭ
ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺮ، ﻭﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺭﺍﺷﺪ،
ﻭﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻨﺠﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻗﺪ
ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻟﺤﺎﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ، ﻋﺮﻓﺖ
ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﻼﺓ."
ﺧﺸﻮﻉ ﺍﻟﻤﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ:
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻳﻮﻣﺎً ﻳﺼﻠﻲ،
ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﻮﺭُ ﺍﻟﺰﻧﺎﺑﻴﺮ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺘﻔﺖ،
ﻭﻣﺎ ﺍﻧﻔﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻢ ﺻﻼﺗﻪ، ﻓﻨﻈﺮﻭﺍ ﻓﺈﺫﺍ
ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺥ.
ﻳﺎ ﻫﺬﺍ، ﺑﻴﻦ ﺻﻼﺗﻚ ﻭﺻﻼﺗﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ
ﻭﻗﺘﻚ ﻭﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ.. ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ،
ﻓﻮﻗﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻡ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ،
ﻓﻨﺎﻝ ﻛﻞٌّ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺭﺟﺎﻩ، ﻓﻠﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ
ﺃﻋﻈﻢ ﻗﺪﺭٍ ﻭﺟﺎﻩ.
ﺃﺧﻲ، ﺣﺴﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺩﻟﻴﻞٌ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺨﺪﻭﻡ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺩﻟﻴﻞٌ
ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻔﺖ ﻟﻚ
ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺨﺎﺷﻌﻴﻦ، ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ
ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ؟