ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ
ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺤﺔ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ
ﺍﻟﺤﻖ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻫﻲ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﻳﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻟﻨﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻐﺔ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻨﺜﺒﺖ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ....
ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ! ﻟﻦ ﺃﻃﻴﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ، ﻓﻘﻂ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺚ ﺇﻟﻴﻜﻢ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺤﺔ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ، ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺤﺐ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻤﺎ ﻳﺤﺐ: ﻋﻦ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻩ
ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ
ﺃﺣﺪ ﺑﺴﻮﺀ ﺗﺠﺪﻩ ﻳﻐﺎﺭ ﻋﻠﻰ "ﺣﺒﻴﺒﻪ"
ﻭﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎً
ﻟﻼﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ.
ﻓﺎﻟﻤﺸﻜﻜﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻭﺍﻧﺘﻘﺪﻭﻫﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ، ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺇﻻ ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ
ﺧﻄﺄﻫﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ،
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﻛﻠﻤﺔ )ﻳﺠﺮﻱ( ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ،
ﻭﺍﻷﺩﻕ ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ
ﻛﻠﻤﺔ )ﻳﺪﻭﺭ( ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ.
ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ﺃﻭﻻً ﻛﻴﻒ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻭَﺍﻟﺸَّﻤْﺲُ ﺗَﺠْﺮِﻱ
ﻟِﻤُﺴْﺘَﻘَﺮٍّ ﻟَﻬَﺎ ﺫَﻟِﻚَ ﺗَﻘْﺪِﻳﺮُ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰِ ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢِ(
]ﻳﺲ: 38.[ ﻭﺍﻵﻥ ﻟﻨﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ
ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ؟ ﺇﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻔﺘﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻔﻜﺮ
ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺸﻤﺲ
ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ،
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻫﻲ ﻧﺠﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺮﺗﻨﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100000000000
ﻧﺠﻢ!!
ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻤﺠﺮﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﻣﺠﺮﺗﻨﺎ،
ﻭﺗﺤﻮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻧﺠﻢ، ﻭﻛﻞ ﻧﺠﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻭ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ
ﺑﺤﺠﻤﻬﺎ، ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ
ﻳﺤﻮﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺠﺮﺓ
ﻛﻬﺬﻩ!!! ﻓﻬﻞ ﺗﺪﺭﻛﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﻋﻈﻤﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ
ﻭﺍﻷﺭﺽ؟ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺮﺃﻭﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻟَﺨَﻠْﻖُ
ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺃَﻛْﺒَﺮُ ﻣِﻦْ ﺧَﻠْﻖِ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ
ﻭَﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ] (ﻏﺎﻓﺮ: 57[
. ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ NASA .
ﺇﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻐﺰﺍً ﻣﺤﻴﺮﺍً
ﻵﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺪﻭﺭ
ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺧﺎﻃﺊ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ
ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻥ ﻛﺘﻠﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﻠﺔ
ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺮﺓ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ
ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﺭﺽ ﺃﻥ ﺗﺠﺬﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻞ
ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.
ﻓﺎﻟﺸﻤﺲ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻛﺘﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺗﺠﺬﺏ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺬﺏ
ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ
ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻳﻘﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ! ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ؟
ﻟﻘﺪ ﺍﻛﺘﺸﻔﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺗﻨﺠﺬﺏ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺠﺮﺗﻨﺎ )ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺘﺒﺎﻧﺔ(
، ﺑﻞ ﻭﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﻗﻴﻖ
ﻭﻣﺤﺴﻮﺏ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ
ﺩﻭﺭﺍﻧﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ 200-250
ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ، ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻭﺟﺪﻭﺍ
ﺃﻥ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺻﻌﻮﺩﺍً
ﻭﻫﺒﻮﻃﺎً، ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍً.
ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ
)ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ( ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ
ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺳﻤﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺩﻭﺭﺍﻧﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ. ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﻭﺍ
ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻻ ﺗﺪﻭﺭ ﺩﻭﺭﺍﻧﺎً ﺑﻞ ﺗﺠﺮﻱ
ﺟﺮﻳﺎﻧﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً!! ﻭﺃﻥ ﺟﺮﻳﺎﻧﻬﺎ ﻳﺸﺒﻪ
ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﻠﺒﺔ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ!
ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻴﺔ،
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ
ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓﺮﻥ ﻧﻮﻭﻱ ﻣﻠﺘﻬﺐ، ﺇﻧﻬﺎ
ﺗﺰﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 99 % ﻣﻦ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ
ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺠﺬﺏ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺗﺴﺒﺢ ﻣﻊ ﻛﻮﺍﻛﺒﻬﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ. ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺳﻄﺤﻬﺎ 6000 ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ، ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺚ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻟﻤﺪﺓ ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ!!
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ NASA .
ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺣﺮﻛﺘﻴﻦ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ: ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺩﻭﺭﺍﻧﻴﺔ
ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻫﺘﺰﺍﺯﻳﺔ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﻭﻟﻸﺳﻔﻞ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺼﻌﺪ ﻭﺗﻨﺰﻝ
ﻭﺗﺘﻘﺪﻡ ﻟﻸﻣﺎﻡ! ﻭﺗﺘﻢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺩﻭﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ ﺧﻼﻝ 250 ﻣﻠﻴﻮﻥ
ﺳﻨﺔ! ﻭﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﻭﻫﺒﻮﻃﻬﺎ ﺑﺤﺪﻭﺩ 60 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ، ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﺗﺼﻌﺪ ﻭﺗﻬﺒﻂ ﻭﺗﺘﻘﺪﻡ ﻣﺜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺠﺮﻱ.
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖُ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺣﺮﻛﺔ
ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﺑﻬﺪﻑ ﺭﺅﻳﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺠﺮﻳﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ
ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻤﻪ
ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺎﻧﻪ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺳﻤﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ
ﺟﺮﻳﺎﻧﻬﺎ! ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ!
ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺳﻤﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺧﻼﻝ
ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ، ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻢ ﺩﻭﺭﺓ
ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﻞ 250 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ، ﻭﺗﺘﻢ ﻫﺰﺓ
ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﻭﺍﻷﺳﻔﻞ ﻛﻞ 60 ﻣﻠﻴﻮﻥ
ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺳﻤﻪ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺟﺮﻳﺎﻧﻬﺎ،
ﻭﻧﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﺴﺎﺭ
ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻛﻠﻤﺔ )ﺗﺠﺮﻱ(
ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ
)Nature.(
ﺍﻟﺠﺮﻳﺎﻥ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮ
ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻣﻌﻤﻘﺔ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻣﺤﺪﺩ ﺃﺳﻤﻮﻩ
ﻣﺴﺘﻘﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻭ solar apex ﻭﻳﻌﺮﻓﻪ
ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
A point toward which the solar
system is moving; it is about 10°
southwest of the star Vega.
ﺃﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺸﻤﺲ )ﻣﻊ
ﻛﻮﺍﻛﺒﻬﺎ( ﺑﺎﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﺃﻱ ﺑﺰﺍﻭﻳﺔ ﺗﻤﻴﻞ 10
ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺟﻨﻮﺏ ﻏﺮﺏ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺤﺪﻭﺩ 19.4 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ
ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻣﺎ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
)ﻭَﺍﻟﺸَّﻤْﺲُ ﺗَﺠْﺮِﻱ ﻟِﻤُﺴْﺘَﻘَﺮٍّ ﻟَﻬَﺎ ﺫَﻟِﻚَ ﺗَﻘْﺪِﻳﺮُ
ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰِ ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢِ] (ﻳﺲ: 38.[
ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ
ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﻣﻘﺎﻟﺔ
ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ Star Streaming ﺃﻱ "ﺟﺮﻳﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ"، ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ
ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺃﻭ
ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ، ﻭﻭﺟﺪﺗﻬﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﻛﻠﻤﺔ
)ﻳﺠﺮﻱ( ﺃﻭ Stream ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ
ﺫﺍﺗﻬﺎ!!! ﻭﻭﺟﺪﺗﻬﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﻛﻠﻤﺔ Rest
ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ
ﺃﻳﻀﺎً!!
ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ،
ﻭﻳﺮﺳﻤﻮﻧﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﺮﻯ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺠﺮﻯ
ﺍﻟﻨﻬﺮ، ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺮﻯ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺻﻌﻮﺩﺍً
ﻭﻫﺒﻮﻃﺎً ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺑﻜﻠﻤﺔ Stream ﺃﻱ ﺗﺠﺮﻱ! ﻭﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ
ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﺪﻓﻖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ، ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁ، ﺳﺒﻘﻬﻢ ﺇﻟﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﺒﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺩﻕ، ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
)ﻭﻛﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﻳﺴﺒﺤﻮﻥ( ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ!
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ Star Streaming,
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ ﺗﺠﺮﻱ...
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻓﻲ
ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺠﺮﻯ
ﺍﻟﻨﻬﺮ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺳﻤﻮﺍ ﺧﺮﻳﻄﺔ
ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ
"ﺷﺒﻜﺔ ﻃﺮﻕ" ﺗﺘﺪﻓﻖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ
ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺪﻳﻊ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ! ﻭﻳﺼﻒ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻴﻠﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﺷﺒﻪ
ﺑﺴﺎﺋﻞ ﻳﺘﺪﻓﻖ Flow ﻭﻳﺠﺮﻱ ﺿﻤﻦ ﻗﻨﻮﺍﺕ
ﻣﺤﺪﺩﺓ، ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺼﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ
ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺩﻕ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻭﻛﻞ ﻓﻲ
ﻓﻠﻚ ﻳﺴﺒﺤﻮﻥ] (ﻳﺲ: 40[؟؟
ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ
ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ، ﺇﻥ ﻛﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ
ﻋﻦ ﻣﺠﺮﺓ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺗﺘﺪﻓﻖ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﻣﺬﻫﻞ،
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ ﺗﺘﺸﻜﻞ
ﻭﺗﺘﺪﻓﻖ ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ
ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ. ﻭﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ "ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ" ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ )ﻭﻫﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﻵﻻﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺟﻴﺎﺕ( ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺞ ﻣﺤﻜﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺪﺍﻩ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ! ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﻣﺨﺘﺒﺮﺍﺕ ﻣﺎﻛﺲ
ﺑﻼﻧﻚ – ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ.
ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻭَﺳَﺨَّﺮَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲَ ﻭَﺍﻟْﻘَﻤَﺮَ
ﻛُﻞٌّ ﻳَﺠْﺮِﻱ ﻟِﺄَﺟَﻞٍ ﻣُﺴَﻤًّﻰ] (ﺍﻟﺮﻋﺪ: 2.[
ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺠﺮﻱ ﺃﻳﻀﺎً،
ﻭﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﺳﻢ
ﻣﺴﺎﺭﺍً ﻣﺘﻌﺮﺟﺎً ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ
ﺩﻭﺭﺍﻧﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ.
ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ
)ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ( ﻭﺗﺠﺮﻱ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ
ﺟﺮﻳﺎﻧﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ،
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻋﺒَّﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳُﻮﻟِﺞُ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞَ
ﻓِﻲ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭِ ﻭَﻳُﻮﻟِﺞُ ﺍﻟﻨَّﻬَﺎﺭَ ﻓِﻲ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻭَﺳَﺨَّﺮَ
ﺍﻟﺸَّﻤْﺲَ ﻭَﺍﻟْﻘَﻤَﺮَ ﻛُﻞٌّ ﻳَﺠْﺮِﻱ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﺟَﻞٍ
ﻣُﺴَﻤًّﻰ ﻭَﺃَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ(
]ﻟﻘﻤﺎﻥ: 29.[
ﻭﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ
ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺗﻨﺠﺮﻑ ﺃﻳﻀﺎً
ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺍﻻﻫﺘﺰﺍﺯﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﻳﺠﺮﻱ
ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺗﺠﺮﻱ، ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺗﺠﺮﻱ...
ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻟﻘﺪ ﻋﺒَّﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔُﻠﻚ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﻜﻠﻤﺔ )ﺗﺠﺮﻱ( ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ
ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
)ﻭَﺳَﺨَّﺮَ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟْﻔُﻠْﻚَ ﻟِﺘَﺠْﺮِﻱَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮِ
ﺑِﺄَﻣْﺮِﻩِ ﻭَﺳَﺨَّﺮَ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟْﺄَﻧْﻬَﺎﺭَ] (ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: 32.[
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﺧﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻫﻲ
ﻣﺴﺨﺮﺓ ﺑﺄﻣﺮﻩ، ﺳﺨﺮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺳﺨﺮ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺳﺨﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﻦ
ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻭﺣﻤﻞ
ﺍﻟﻤﺘﺎﻉ.
ﻭﻫﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺟﻬﺎً ﺇﻋﺠﺎﺯﻳﺎً ﻳﺘﺠﻠﻰ
ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ )ﻟِﺘَﺠْﺮِﻱَ( ﻓﻠﻮ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ
ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺻﻌﻮﺩﺍً ﻭﻫﺒﻮﻃﺎً، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﺇﻧﻤﺎ
ﺗﻈﻬﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ. ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺩﻗﻴﻖ ﻋﻠﻤﻴﺎً.
ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻧﺠﺪ
ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎﺭﺍً ﺍﻫﺘﺰﺍﺯﻳﺎً ﺻﻌﻮﺩﺍً
ﻭﻫﺒﻮﻃﺎً، ﻃﺒﻌﺎً ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺑﻬﺪﻑ
ﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻘﻂ.
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ
ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻜﻠﻤﺔ )ﺗﺠﺮﻱ( ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺍﻫﺎ
ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ! ﻭﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ
ﺻﺤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ
ﻗﺮﺍﺭﺓ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺻﻮَّﺭﻩ
ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ،
ﻓﻜﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﻢ؟ ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻗﻮﻝ
ﺍﻟﺤﻖ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺟَﺎﺀَﺗْﻬُﻢْ ﺁَﻳَﺎﺗُﻨَﺎ
ﻣُﺒْﺼِﺮَﺓً ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻫَﺬَﺍ ﺳِﺤْﺮٌ ﻣُﺒِﻴﻦٌ * ﻭَﺟَﺤَﺪُﻭﺍ
ﺑِﻬَﺎ ﻭَﺍﺳْﺘَﻴْﻘَﻨَﺘْﻬَﺎ ﺃَﻧْﻔُﺴُﻬُﻢْ ﻇُﻠْﻤًﺎ ﻭَﻋُﻠُﻮًّﺍ
ﻓَﺎﻧْﻈُﺮْ ﻛَﻴْﻒَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﺎﻗِﺒَﺔُ ﺍﻟْﻤُﻔْﺴِﺪِﻳﻦَ(
]ﺍﻟﻨﻤﻞ: 13-14.[
ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻌﻼً ﻛﺘﺎﺏ
ﺭﺍﺋﻊ، ﺇﻧﻚ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ، ﻭﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺩ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻤﻌﺘﺮﺿﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ
ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻓﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻔﻴﻠﺔ
ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍً
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻚ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻞ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ، ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺠﺪ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ
ﻃﻮﻳﻼً، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﻔﻌﻨﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ،
ﻭﺍﺟﻌﻠﻬﺎ ﺣﺠﺔ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺼﺮ!
ﺃﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻋﺪﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،
ﻓﺎﺭﻓﻊ ﻣﻠﻔﻚ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﺎﻥ
ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺣﻜﻢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ.