ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ، ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ،
ﻭﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻧﺒﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ:
}ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ.{
]ﺍﻟﻘﻠﻢ.[4 :
ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ
ﺳﺒﺒًﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ،
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ} :-ﻭﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ
ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ . ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﺎﻇﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ
ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ] {ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.[134-133 :
ﻭﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺤﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻓﻘﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﺍﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﺬﻱ
ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻛﺄﻧﻪ ﻭﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ{
]ﻓﺼﻠﺖ.[34 : ﻭﺣﺜﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﻤﻜﺎﺭﻡ
ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻓﻘﺎﻝ) :ﺍﺗﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﻨﺖَ،
ﻭﺃﺗﺒﻊ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔَ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔَ ﺗَﻤْﺤُﻬﺎ، ﻭﺧﺎﻟﻖِ
ﺍﻟﻨﺎﺱَ ﺑﺨُﻠُﻖ ﺣَﺴَﻦ] (ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.[
ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻤﻞ ﺑﺤﺴﻦ
ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻠﻘًﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺧﻠﻘﻪ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺑﺤﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ، ﻭﺃﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ، ﻭﻳﻜﺘﺴﺐ
ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﻳﻔﻮﺯ
ﺑﺮﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ- ﻭﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ
ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ
ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﻻﺯﻣﺔ ﻟﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ.